مرجعيون ــ عساف أبورحال
جُرِح 10 تلامذة نتيجة حادث سير وقع عند السابعة والربع من صباح أمس عند مثلث دبين ـــــ مرجعيون، بين ناقلة جند تابعة للكتيبة الإسبانية العاملة في قوات اليونيفيل وسيارة فان تقل 22 تلميذاً من مدرسة عيسى بن مريم. وقد نُقِل الجرحى إلى مستشفى مرجعيون الحكومي، أصيب سبعة منهم برضوض بسيطة حيث إنّهم غادروا المستشفى بعد تلقي العلاج، فيما نُقلت ثلاث تلميذات جريحات، وهنّ آلاء سعد (7 سنوات) وإسراء سعد (6 سن وات) ونور عطوي (9 سنوات)، إلى مستشفى الشيخ راغب حرب في النبطية نظراً لإصاباتهنّ البالغة. وقد أدى الحادث إلى قطع الطريق العام عند المدخل الشرقي لبلدة مرجعيون وتحويل السير إلى منافذ أخرى، فيما حضرت القوى الأمنية وعناصر من الجيش اللبناني وفتحت تحقيقاً في الحادث. يشار أن حادث أمس هو الثاني من نوعه خلال أسبوع، حيث سبقه حادث مشابه عند مثلث كفررمان ــــ النبطية بين آلية إسبانية وسيارة تقل تلامذة مدارس.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام أن عدداً من الأهالي احتجّوا على الحادث وحاولوا التهجم على عناصر اليونيفيل، لكن دورية من الجيش فرّقتهم.
مدير مدرسة عيسى بن مريم أحمد عطية رأى في حديث مع «الأخبار» أن هذه الحوادث ناتجة من الاستهتار والسرعة الزائدة على طرقات ضيقة وغير مؤهلة للسيارات العسكرية، وقال: «الكتيبة الإسبانية اعتذرت، لكننا نريد إجراءات ميدانية وعقابية، والسير بطريقة مقبولة وهادئة، وخاصة في ساعات الصباح حيث تشهد الطرقات حركة ناشطة لسيارت نقل الطلاب إلى المدارس». أضاف: «بعد انفجار سهل الخيام بات الجنود الإسبان يقودون آلياتهم بطريقة جنونية. واليوم، فوجئنا أن الآلية كانت تقودها جندية إسبانية». وذكّر عطية بحادث السير الذي وقع منذ أشهر مع آلية دولية على طريق بلدة العديسة، والذي أودى بحياة عائلة بأكملها. وتساءل عطية عن مدى جدية اليونيفيل واهتمامهم بأرواح المواطنين: «فبعد وقوع الحادث ترجّل الجنود من آليتهم ووقفوا متفرجين من دون أن ينقلوا أحداً إلى المستشفى أو يطلبوا مساعدة من قيادتهم. فلو أدى الحادث إلى جرح أحد عناصر الدورية لحضرت طوافة دولية وفُتِح تحقيق بالحادث. أضف إلى ذلك أننا لم نتمكن من الاتصال بمركز الصليب الأحمر بسبب التشويش الحاصل على شبكة الخلوي، الذي يعانيه جميع الأهالي في المنطقة». وطالب عطية الكتيبة الإسبانية وقيادة اليونيفيل بوقف الدوريات في ساعات الصباح الباكر بالتزامن مع حركة انتقال الطلاب أو تحويلها الى طرقات أخرى ريثما تبدأ المدارس نشاطها.
يضاف إلى هذا الواقع أن حوادث السير المدرسية التي حصلت مع قوات اليونيفيل مرت من دون تعويضات على أصحاب السيارات، ومن دون متابعة لحالة الطلاب الصحية.
من جهتها، عقدت اللجنة اللبنانية للوقاية من الحوادث المدرسية LASSA اجتماعاً في إطار حملتها الوطنية لمكافحة هذه الحوادث، وأسفت في بيان لها لحادث مرجعيون «وخاصة أن عدد ضحايا الحوادث المدرسية بلغ 250 تلميذاً في العام الدراسي المنصرم». ودعت اللجنة المواطنين اللبنانيين لتوقيع العريضة الوطنية لتعزيز الوقاية من الحوادث المدرسية بهدف الالتزام بجميع الشروط الموضوعة من جانب الدولة اللبنانية وإدارة المؤسسات التعليمية لتجنب هذه الحوادث.