غسان سعود
تتركز عيون الموالين والمعارضين في عكار على تحرك النقابات العمالية غداً، بعدما نجح مسؤولو تيار المستقبل في إخراج هذا التحرك من الإطار المطلبي الذي يدّعيه أصحابه، وحوّلوه إلى مناسبة تظهر حجم العكاريين المعترضين على أداء الحكومة من جهة، والفرحين به من جهة أخرى.
وفيما تكثفت في اليومين الماضيين استعدادات العمال لإنجاح التحرك، وخلع بعض السياسيين الثياب الرسميّة ليرتدوا ثياب المزارعين وسائقي الأجرة، نأى أهل المستقبل بأنفسهم عن المطالب العماليّة، وأوعزوا إلى أنصارهم بعدم التجاوب مع «الدعوات المقنّعة الهادفة إلى إسقاط الرئيس فؤاد السنيورة».
ورأى منسق تيار المستقبل في عكار حسين المصري أن تحرك 24 كانون هو استمرار لتحرك 23 كانون الأول الماضي، وهو مجرد «استغلال انتهازي من مجموعات صغيرة يدفعها تفاقم إفلاسها إلى حد استغلال الكوارث الطبيعية التي تصيب كل الناس دون استثناء»، مؤكداً أن كتلة نواب المستقبل في عكار استمعت إلى مطالب المزارعين وجمعتهم بالسنيورة واللواء يحيى رعد لبحث وسائل التعويض عليهم، لكن بعض أصحاب الالتزامات السياسية ضربوا بهذه التعهدات عرض الحائط، ودعوا إلى التحرك لأسباب لا تتعلق بالأهداف المعلنة، ملقين مصالح الناس في مهب النزاعات السياسية.
في المقابل، اكتفى معظم سياسيي المعارضة بتأكيد حق المواطنين في رفع الصوت للمطالبة بحقوقهم.
وأبدى أحد النواب السابقين توقعه عدم اتخاذ المعارضة موقفاً حاسماً من التحرك قبل تبيان قدرة المطالب العماليّة على استقطاب الرأي العام العكاري.
فيما أشار أحد مسؤولي التيار الوطني الحر في المنطقة، طوني عاصي، إلى اقتصار مشاركتهم العمال المعنيين بعناوين التحرك، وتوقعهم أن يكون التحرك بروفة لتحركات المعارضة المقبلة، مبدياً توقعه تجاوباً كبيراً من المعنيين قد يصل إلى حد الإضراب العام في كل المرافق العكاريّة الإنتاجيّة.
وبدوره قال رئيس نقابة مزارعي التبغ والتنباك في عكار عبد الحميد صقر إن التحرك سلمي وسيكون شبه كامل في القطاع الزراعي فيشمل محالّ الأدوية والأسمدة أيضاً، وعمال مرفأ طرابلس، وكل آليات النقل البري. ويشدد صقر على عدم نية العمّال قطع الطرقات، والاكتفاء بالتجمع بأعداد كبيرة في حلبا، العبدة، وتل عباس، مستغرباً اتهامات المستقبل التي تحمّل العمال المسؤولية عن محاولة بعض الأطراف استغلال مطالبتهم بحقوقهم، «خصوصاً أن الحكومة ماضية باستراتيجيا التلطي وراء عناوين كبيرة للهرب من الالتزامات الصغيرة، فيما فقر الناس وبؤسهم يتفاقمان دون تمييز بين معارضين وموالين».
ويتوقع صقر مشاركة كبيرة، وخصوصاً أن «فئة المتمسكين بكرتونة الإعاشة الشهرية تتضاءل يوماً بعد يوم»، وهو الأمر الذي يؤكده المسؤول السابق في تيار المستقبل في عكار طلال الأسعد الذي يقول إن التحرك المقبل يعني غالبية الناس، «وصوت هؤلاء سيكون مدوياً بعدما ذهبت كل وعود المستقبل هباءً وأصبح الناس على وطن يُتهم فيه المزارعون والسائقون بالعمالة لمطالبتهم بحقوقهم».
انسرت: أوعز أهل المستقبل إلى أنصارهم بعدم التجاوب مع «الدعوات المطلبية المقنّعة الهادفة إلى إسقاط السنيورة».