strong> ليال حدّاد
لا يزال للأطفال المصابين بالسرطان الكثير ليقولوه. حياتهم ليست سهلة وهم يدركون ذلك، ومع هذا تبقى لـ «نضالهم» نكهة خاصة. رسموا أحلامهم الصغيرة على لوحات بيضاء، فاختار طلاب العلاقات العامّة في الجامعة اللبنانية الأميركية، بالتعاون مع جمعية «تمنَّ»، تحقيق بعض منها، وإن كان الخيار تنظيم معرض لبيع لوحات الأطفال، على أن يعود ريعه إلى تحقيق حلم خمسة وثلاثين ولداً. وفي هذا الإطار، تلفت منسّقة المشروع الطالبة نور حجيج إلى أننا «اخترنا جمعية تمنَّ لأنّها تعمل منذ تأسيسها عام 2005 على تحقيق أحلام الأطفال المرضى».
أمّا الطالب جوزف الصايغ فيشرح بالتفاصيل خطوات التحضير والعمل مع الأطفال «قضينا معهم شهر كانون الأوّل، فالفرح يأخذ معنى آخر حين نكون مع الأطفال». لا ينف الصايغ المصاعب التي واجهته ورفاقه خلال العمل لاسيّما تأمين راعٍ «sponsor» خصوصاً أنّ «الجميع يتحجّج بالأوضاع السياسية للتهرّب من المساعدة».
لم يحضر الأطفال إلى معرضهم، فمنهم من لا يسمح له وضعه الصحي بذلك، ومنهم من حضر أهله نيابةً عنه. باستثناء علي حمادة الذي أصرّ على الحضور، رغم أنّ أيّاً من لوحاته لم تُعرض. يتحدّث علي عن مرضه دون عقد أو خجل «أنا رح صحّ أكيد، هيدا المرض بروح، بس هلق بتعذّب شوي وبعدين خلص». يحلم علي بالذهاب إلى إيطاليا، تحديداً إلى منطقة فابريانو «هونيك كلّن رسامين، أنا بحب الرسم». يطلب علي من أهله شراء عدد من اللوحات المعروضة «هيك في ولاد بيتحقّق حلمن».
تنوعّت اللوحات وتنوّعت معها أحلام الأطفال، إلا أنّها تشابهت في ألوانها الزاهية. فرسم علي علوش علم لبنان وإلى جانبه لوحة أخرى عليها علم البرازيل مع اسم لاعب كرة القدم رونالدينيو. كما كتب الأولاد أحلامهم وزيّنوها فمنهم من يريد السفر، ومنهم من يطمح إلى لقاء إحدى الشخصيات المشهورة، ومنهم من يكتفي بحلم الشفاء.
من جهتها، تتحدّث مؤسِّسة جمعية «تمنَّ» ديالا الريس عن ظروف إنشاء الجمعية وأهدافها «توفي ابني الصغير في حادث «بلا طعمة» في تركيا، ولم أعد أعرف معنى الفرح». تتوقّف الريس لتأخذ نفساً عميقاً وتتابع «إلى أن قررتُ تأسيس الجمعية، فمساعدة الأطفال المرضى هي السبيل الوحيد ليعود الفرح إليّ وإلى عائلتي». فكانت جمعية «تمنَّ»، التي تحقّق منذ تأسيسها ثلاثة أحلام للأولاد المصابين بأمراض مختلفة. تذكر الريّس عدداً من الأحلام التي حقّقتها الجمعية وتشير إلى إحدى الصور المعلّقة على مدخل المعرض والتي تمثّل فتاةً وصبيّاً بثياب الزفاف «هذه الفتاة كان حلمها الزواج، فأقمنا لها عرساً وارتدت فستاناً أبيضاً».