ماريانا يزبك
قرص العنّة نبتة برية ذات مظهر شوكي، كثيرة التفرع. أكثر ما يميّزها ويجعل التعرف إليها سهلاً لونها المموّج بين الأزرق والبنفسجي الذي يجعلها نافذة للعيان من مسافة بعيدة. تعطي هذه النبتة نوعين من الأوراق: «ساقية» تنمو على ارتفاع الساق، وهي عادة ما تكون رفيعة وطويلة، مشرّمة وتحمل أشواكاً، وأخرى «جذرية»، تكون قريبة من الأرض، أعرض حجماً، مسننة وذات قاعدة قلبية الشكل، وهي قصيرة العمر، يصيبها اليباس سريعاً. تستخدم الأوراق الجذرية هذه لتحضير السلَطة، وخصوصاً عندما تكون صغيرة وطرية. وتحضّر سلطة قرص العنّة ببساطة بإضافة الخل أو الحامض، والبصل وزيت الزيتون، إلى الأوراق الخضراء.
يطلق اسم قرص العنّة على أنواع كثيرة من عائلة عشبية واحدة، تختلف باختلاف المنطقة أو البلد، ومنها في لبنان، قرص عنّة كريت أو .Eryngium creticum Lam. وتنتمي هذه الفئة إلى عائلة الجزر، وبالنسبة إلى البعض، تشبهه طعماً. تنتشر هذه النبتة، المعروفة أيضاً بـ«شوك العرقباني»، «الشنداب» أو «شويكة إبراهيم»، في منطقة البحر المتوسط، وتنمو في جميع المناطق في لبنان، ساحلاً وجبلاً وسهلاً، في المناطق الجافة والمشمسة، كالحقول المفلوحة والتلال الصخرية، وجوانب الطرقات. وتمتد فترة إزهارها من أيار حتى أيلول، بحسب المنطقة.
والكتابات عن فوائد قرص العنّة واستخداماته الطبية لا تحصى، وتعود إلى القرن الأول للميلاد مع ديوسكوريدس، الطبيب الإغريقي المعروف بكتابه، De Materia Medica، حيث تحدث عن استخدام العنّة لمعالجة أوجاع الكبد، المغص، السموم القاتلة والضعف العام! ومنذ ذاك الوقت، لم يبق أي مرض أو وجع لم يدّع أحد الأطباء أو علماء النبات، على مدى العصور، أن معالجته ممكنة بقرص العنة. لا يمكن الجزم بأي من هذه المزاعم، ولكن ما يمكن الجزم به، هو أن سلطة قرص العنة هي من ألذ سلطات النباتات البرية، وتستحق أن تذاق.