ليال حداد
لا تزال رائحة الدماء وصوت الرصاص في ذاكرة مسؤولي المنظمات الشبابية اللبنانية. والأطراف كلها تقسم إنّ أحداث جامعة بيروت العربية لن تتكرّر مهما عظمت الأزمة السياسية. وفي هذا الإطار، يؤكّد مسؤول العلاقات العامّة في تيار المستقبل سمير العشّي أنّ «يلّي فات مات، وأنّ ما حصل منذ عام أصبح وراءنا». لكنّه يأبى إلاّ أن يذكّر أن أحداث «العربيّة» لم تكن سوى امتداد لـ«الثلاثاء الأسود». يعود عشّي إلى ذاك الخميس «حين حصل هجومٌ على منطقة معروفة الانتماء»، متمنّياً أن تكون التجربة «الأليمة» قد علّمت «المتشدّقين بالخطابات الرنّانة والطائفية والتعبوية، فذلك لا يؤدّي إلاّ إلى تنامي العصبيات الطائفية والمذهبية». ويشير مطمئنّاً إلى أنّ «شبابنا نظّموا أخيراً نشاطاً للتضامن مع أهالي غزة في الجامعة العربية، وكان الحضور كبيراً ولم يحصل أي إشكال».
لكن ماذا لو تحرّكت المعارضة في الشارع؟
الجواب بسيط عند عشّي «إذا كان التحرّك سلمياً فأهلاً وسهلاً به، نحن وراء الحكومة والجيش، إذا سمحت الحكومة بالتحرّك فلن نقوم بأي رد فعل، أمّا إذا كان مثل العام الماضي، فعندها تكون المعارضة لا تفقه بالسياسة شيئاً».
من جهته، يشدّد المسؤول في حركة أمل قاسم جشّي على «أنّ تحرّك المعارضة في حال حصل لن يكون إلّا سلمياً، وهذه مسلّمات لا نقاش فيها عند قادة المعارضة، فنحن لا نعبّر إلا بوسائل تحفظ السلم الأهلي، لذلك أوقفنا تحركاتنا العام الماضي». ويأمل جشّي «أن تكون أحداث الجامعة العربية قد علّمت الطرف الآخر أنّ التعامل بالعنف والسلاح لا يؤدّي إلى نتيجة ولا يبني وطناً». ويؤكّد أن عدداً من شباب الحركة في الجامعة العربية ما زالوا يتعرّضون لاستفزازات وتهديدات «ولكن ما منردّ». غير أنّه يعود ليشرح طبيعة العلاقة بين شباب «أمل» وشباب تيار المستقبل، إذ «إنّنا على الصعيد الشخصي تجمعنا صداقات وسهرات مستمرّة، رغم الاختلاف الكبير بالسياسة».
أمّا التعبئة التربوية، فرفضت التعبير عن موقفها بعد عام على الأحداث، بسبب استيائها من بعض الموضوعات التي نشرت في صفحة أكاديميا.