strong>ليال حداد ـ نيبال الحايك
لم تفلح الكارثة الإنسانية في غزة بتوحيد الطلّاب اللبنانيين، فاستمرّت الحركات الاحتجاجية على قاعدة «كلّ يغنّي على ليلاه». وهكذا، في كلية الآداب ـ الفرع الرابع في الجامعة اللبنانية، زاد حصار غزة من انقسام الطلاب، وقد عبّروا عن تضامنهم مع القطاع، كلّ حسب انتمائه السياسي، إذ اعتصم طلاب المعارضة في باحة الكلية بحضور قيادات حزبية ونيابية. فيما فضّل طلاب 14 آذار تنفيذ اعتصامهم خارج الكلية بعد أن رفضوا الانضمام إلى زملائهم بحجة «التسييس». وقد شهد اعتصام طلّاب المعارضة كلمات لنائب حزب الله حسين الحاج حسن وقادة من أحزاب المعارضة. وأكّدوا أنهم كانوا يأملون أن يكون الاعتصام جامعياً وطلابياً فقط «ولكن فريق الثامن من آذار فضّل إبعادنا عن المشاركة من خلال إصراره على كلمة الحاج حسن».
في المقابل، رفض طلاب المعارضة هذا التبرير. إذ لفت أحد أعضاء مجلس الفرع إلى أن الهيئات الطالبية في قوى المعارضة هي التي كانت تحضّر للاعتصام. وعن كلمة الحاج حسن، أشار إلى أن طلّاب المعارضة طلبوا منه إلقاء كلمة. ولو شاركت القوى الأخرى في التحضير لكانوا تباحثوا في من سيتكلم.
وفي النبطية، اعتصم طلّاب كلية إدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية استنكاراً للمجازر الإسرائيلية في غزّة، كذلك نفذت المنظمات الشبابية والطالبية وقفة تضامنية في كلّية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية في صيدا، ورفع المشاركون لافتات منددة بالموقف العربي والدولي، وأخرى تدعو إلى التأكيد على خيار المقاومة.
اتّحاد الشباب الديموقراطي
كانوا خمسين شاباً وصبيّة. خمسون فقط وضعوا الكوفية الفلسطينية على أعناقهم، ورفعوا علمي فلسطين ولبنان. خمسون شاباً حملوا نعوش: الأنظمة العربية، جامعة الدول العربية والأمم المتحدة وشيّعوها في أزقّة مخيّم صبرا. وتضامنوا مع غزة في أكثر مكانٍ يشبهها، في مخيّم شهد أبشع أنواع المجازر، ويعيش منذ عشرات السنين حصار الفقر والتهميش والتمييز.
لم يكن العدد مهمّاً، أمس، في الاعتصام الذي نفذّه اتّحادا الشباب الديموقراطي والفلسطيني، وشبيبة الجبهة الشعبية رفضاً لحصار غزة واحتجاجاً على الصمت العربي والدولي، «فالمهمّ نعرف شو بدنا. اجتمعنا على قضية مؤمنين فيها»، كما يلفت الأمين العام للاتّحاد عربي العنداري.
انطلقت المسيرة من مقبرة شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا، وصولاً إلى مكبّ النفايات المتاخم لحدود مخيّم شاتيلا، رموا النعوش الثلاثة «فهذا هو المكان الذي يناسب الأنظمة». لم يتجاوب سكان المخيّم مع الاعتصام، باستثناء بعض الأولاد الذين تساءلوا إن كان في النعوش شهداء حقيقيّون. أمّا السبب فهو الوضع المعيشي كما يؤكّد محمد النابلسي الذي يملك «بسطة» لبيع العطور في سوق صبرا «يعني على إيش بدنا نعتصم؟ على غزّة؟ غزّة بقلوبنا، بس بدنا نعيش».
غير أنّ ذلك لم يؤثّر على حماسة المعتصمين، فعلت هتافاتهم «مجلس أمن يا جبان، واشتروك الأمريكان»، «ناضل يا شعبي ناضل، طالب، فلاح وعامل»...
من جهته، أكّد الأمين العام لاتحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني يوسف أحمد في كلمته أنّ رهان الفلسطينيين اليوم هو على الشباب والطلاب العرب. وأضاف أنه «أصبح واضحاً أن حصار شعبنا بدأ منذ زيارة بوش إلى المنطقة».
أمّا في الحمرا، فقد نظّم عدد من الشباب المستقلّين والحملة الشعبية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، مسيرة، أضاؤوا فيها الشموع، وهتفوا ضدّ الأنظمة العربية ولا سيما النظام المصري، مردّدين «الشعب المصري عامل إيه؟ حسني مبارك CIA»، ودعوا إلى الاعتصام اليوم أمام السفارة المصرية تحت عنوان «فكوا الحصار عن غزة».