149; المعارضة تطالب بعدم الانحياز والموالاة تأمل «وضع النقاط على الحروف»
انعدام، انكشاف، ففراغ. انعدام في المسؤولية، انكشاف في الأمن، ففراغ في المؤسسات. الطاحونة تدور للمرة الثلاثين. وللمرة الثلاثين يُستخدم الأمن صندوق بريد للسياسة، وتتكرر الاستهدافات والاتهامات... والمشهد مفتوح

سواء أكانت متفجرة الشفروليه، رسالة إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب غداً، أم لا، لا شك أن وقوعها قبل يومين من انعقاده سيرخي بظلاله على المداولات، وربما على القرارات، فيما كان نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر سلطانوف، يغادر بيروت أمس، مطالباً بالاستمرار في دعم المبادرة العربية التي تعطي الفرصة الحقيقية لإيجاد المخارج للأزمة». وقال سلطانوف إن «كل الأطراف لا تزال متمسكة بهذه المبادرة، وروسيا كذلك ترغب في نجاح جهود الدول العربية والأمين العام للجامعة عمرو موسى، ونعمل على أن تتواصل هذه الجهود، وصولاً إلى تجاوز المحطات التي تمنع تنفيذ أهم الخطوات المطلوبة وتحقيقها، وهي انتخاب رئيس الجمهورية». ورأى أن «تعميق» التفسيرات للمبادرة «لن يؤدي إلى النتائج الإيجابية».

مبارك يناشد وعبد الله يدعم

كذلك ناشد الرئيس المصري حسني مبارك في حديث لصحيفة «الأسبوع» اللبنانيين بقبول المبادرة، وإنجاز الانتخاب الرئاسي، قائلاً إن مباحثاته مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة «كانت إيجابية». ووعد بمواصلة جهود بلاده لإنهاء الأزمة اللبنانية.
وكان السنيورة، قد توجه أمس من القاهرة إلى الرياض، واجتمع مع وزير الخارجية سعود الفيصل في حضور السفيرين السعودي عبد العزيز خوجة واللبناني مروان زين، قبل أن يلتقوا جميعاً الملك عبد الله بن عبد العزيز، في حضور رئيس الاستخبارات العامة مقرن بن عبد العزيز. وعاد السنيورة واجتمع مع الفيصل ومقرن في المطار، قبل عودته مساءً إلى بيروت.
وقال زين إن عبد الله «أكد دعم المملكة للبنان وللتوافق بين جميع اللبنانيين، والتمسك بالمبادرة العربية التي اجتمع عليها العرب ووافقت عليها كل الدول العربية وفق البرنامج المطروح والقاضي بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً في أسرع وقت». كما دان متفجرة الشفروليه، وطالب اللبنانيين بـ«الاتفاق والتوافق لعدم إتاحة الفرصة لنجاح مخططات من لا يريد للبنان خيراً».
وعلى صعيد مواكبة الاجتماع من لبنان، التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري سفير مصر أحمد البيديوي، فيما أرسلت قوى المعارضة إلى المجتمعين مذكرة باسمها واسم «اللقاء الوطني اللبناني»، كررت فيها ترحيبها بالدور العربي، مشددة على «الحيادية والانفتاح على جميع الأطراف» للتوصل إلى «توافق لبناني راسخ». وأكدت «أن الحل السياسي للأزمة يتطلب تفاهماً لبنانياً على سلة متكاملة: رئاسة الجمهورية، حكومة وحدة تحقق الشراكة الوطنية، وبرنامج للحكومة يتضمن قانون انتخاب جديداً ويحافظ على وحدة لبنان وعروبته ويصون سيادته واستقراره».
وأملت «ألا يكون التحرك العربي منحازاً لأي طرف في لبنان حتى يؤدي الغاية المرجوة»، مكررة التمسك «بالحل العربي المبني على التفهم والحيادية والقادر بذلك على حماية لبنان من التدخلات الأجنبية التي لا تضمر الخير لشعبنا والمحكومة بأولويات إسرائيل وأطماعها على حساب اللبنانيين وجميع العرب على السواء».

نقولا لا يتوقّع تبدّلاً في الأجواء العربية

وحذر النائب حسين الحاج حسن من «أن الانحياز العربي لفئة في تفسير المبادرة، من شأنه أن يزيد الأزمة تعقيداً ويصبح موقفاً تحريضياً للأكثرية على شركائها في الوطن للمضي بالاستفراد بالسلطة»، مشيراً إلى أن المعارضة تعمل أيضاً على إيصال صوتها وإيضاح رأيها للوزراء من خلال الوفد النيابي الذي نقل المذكرة. بينما توقع النائب نبيل نقولا الإبقاء على تفسير موسى لبند الحكومة، وعدم حصول أي تبدل في الأجواء العربية، ورأى أن المبادرة العربية «ليست في حاجة إلى تفسير أو تأويل، وقد حوت سلة متكاملة للحلول، ولو التُزمت بحرفيتها لتمت الحلول منذ إعلانها».
وأمس، جالت وفود من 14 آذار على السفراء العرب لتسليم نسخ عن مذكرتها إلى الوزراء العرب، التي تعرض فيها موقفها من كل المبادرات السابقة، مشيرة إلى أن المبادرة العربية «لم تصطدم بغير جدار النظام السوري، الذي لم يعد من الجائز تغطية ارتكاباته بحق لبنان ومؤسساته الدستورية». وأملت من الاجتماع «أن يضع النقاط على الحروف، وأن يضع كل الأطراف، الإقليميين والمحليين في لبنان أمام مسؤولياتهم، وأن تتضافر الجهود في سبيل مواجهة الوضع المأزوم، والمبادرة إلى إعلان تاريخي جديد، يطالب بملء سدة رئاسة الجمهورية في لبنان، ورفض كل أشكال الفراغ الدستوري التي تتهدد هذا البلد». وختمت بالدعوة إلى عدم إعادة «تسليم قرار لبنان للنظام السوري، وأن يتحد العرب على كلمة سواء في سبيل حماية هذا البلد».
كما أعلن منبر الوحدة الوطنية أن الرئيس سليم الحص أعدّ مذكرة باسم المنبر عن المبادرة العربية وتطبيقها ورفعها إلى الاجتماع بواسطة عمرو موسى، طالباً تعميمها على الأعضاء.
وفي الإطار نفسه، واصل النائب وليد جنبلاط لقاءاته مع الدبلوماسيين العرب، ومنهم أمس سفراء: عُمان محمد الجزمي، السودان جمال إبراهيم، المغرب علي أومليل، الأردن زياد المجالي، والسلطة الفلسطينية عباس زكي، والقائم بأعمال سفارة قطر أحمد الكواري.
وشنّ السفير الأميركي جيفري فيلتمان هجوماً عنيفاً على سوريا وحلفائها في لبنان، مستغلاً قبل مغادرته بيروت مساء أمس، فرصة عشاء تكريمي أقامه له الأربعاء رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، ليعرب عن «الاشمئزاز من الهجمات المخزية المستمرة على المؤسسات الديموقراطية في لبنان من جانب الذين يسعون إلى إرجاع عملية صنع القرار إلى دمشق وحلفائها»، والحزن على الفراغ الرئاسي «لأن أصدقاء سوريا يستخدمون مطالب غير دستورية لمنع الانتخابات».
وقال: «إذا كان للبنانيين الخيار بين نظام مغلق يشبه حكومة غزة ومدعوم من سوريا وإيران، أو نظام واعد منفتح على العالم يشبه ما في دبي، وأوروبا، أو أميركا الشمالية، فإنا على ثقة بأنهم سيقومون باختيار الأخير». وهاجم «الأدبيات الشعوبية التي تزرع الكراهية»، مشيراً إلى أن هناك «مؤامرة إيرانية ـ سورية لتقويض ديموقراطية لبنان».
كما حمل على «حزب الله» بالحديث عن «دولة ممولة إيرانياً داخل الدولة لديها السيطرة الكاملة على موضوع الحرب والسلم، وهي ترفض جميع محاولات إخضاعها للشفافية والمحاسبة العامة». وقال إن الحزب «يطالب بحق الاعتراض على جميع القرارات التي تتخذها المؤسسات» و«يرفض التخلي عن حقه في العمل منفرداً»، كما هاجم النائب ميشال عون من دون أن يسميه.
إلى ذلك، زار عضو مجلس العموم البريطاني، بروكس نيومارك، النائب سعد الحريري، معلناً دعم «مسيرة الاستقلال والسيادة، وصولاً إلى وقف أي تدخلات أجنبية في الشؤون اللبنانية».

تكريم فرنسي بمفعول رجعي

وفي فرنسا، قلّد الرئيس الفرنسي السابق، جاك شيراك، أمس، ناظر القرار الدولي رقم 1559، تيري رود لارسن، «وسام الشرف» برتبة ضابط، كما أفاد بيان صدر عن مكتب الرئيس الفرنسي السابق، وذلك «تقديراً للخدمات الجليلة التي قدّمها السيد رود لارسن، ولا سيما لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1559».
وأشاد شيراك بـ«جهوده (لارسن) المشهودة وتفانيه المثالي في خدمة السلام الدولي». وأشار البيان إلى أنه «في الوقت الذي يمرّ فيه لبنان من جديد بلحظات مؤلمة، يتعيّن على المجتمع الدولي أكثر من أي وقت مضى البقاء في حالة تعبئة تامّة من أجل العدالة والحقّ في الشرق الأوسط».
أمنياً، دهمت أمس قوة من الجيش مبنى في محلة الاسكندراني ـ شارع حمود، في صيدا، حيث صادرت كمية من الأسلحة والقذائف الصاروخية تُقدر بحمولة شاحنة صغيرة، تعود ملكيتها إلى المواطن زياد ح. الذي يملك شقة ومحلاً للعصير في المبنى، وقد أوقف للتحقيق معه. وذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن الأسلحة عبارة عن بنادق كلاشنيكوف وقذائف آر بي جي وكمية من الذخائر كانت موجودة في مخبأ سري في المحل.