strong> ليال حداد
هم لم يعرفوا فلسطين. حفظوها، أناشيد وحلماً طويلاً بالعودة. ومع ذلك حضروا إلى مكتب جامعة الدول العربية في بيروت لمشاركة شباب حركة الشعب في اعتصامهم الرمزي ضدّ حصار غزة ورفضاً للتخاذل العربي. إنهم أطفال مركز «أحلامنا» في مخيّم برج البراجنة. وقفوا مقابل عناصر قوى الأمن الداخلي التي انتشرت بكثافة، ما أثار استياء المعتصمين «إنو شو برأين معقول نشنّ هجوم مسلّح على المقرّ بالأعلام واليافطات؟» يقول أحد شباب حركة الشّعب ساخراً.
هتفوا طويلاً مندّدين بإقفال مصر للحدود، وشاتمين الرئيس المصري حسني مبارك وباقي الزعماء العرب «يا للعار، يا للعار ، العرب عمبيحموا الحصار»، «يا دلال يا دلال، حكّام العرب أنذال». «حسني مبارك زيّ شارون، نفس الشكل ونفس اللون». أمّا «قائدة الأوركسترا» فكانت الطفلة نهال قدّورة التي وقفت تشرح لباقي الأطفال ما هو حصار غزة «أهلنا بغزة عندنش كهربا ولا ميّ ولا أكل، لازم العدوّ الإسرائيلي يفكّ الحصار علشان يعيشو». نهال من بلدة سحماتا في فلسطين «ولكن أسكن مؤقتاً في مخيّم البرج، بعد وقت قصير سنعود إلى فلسطين». يقف الطفل أحمد فايز بجانب نهال ليسمع ما تشرحه ويقاطعها ليقول: «أنا من غزّة، بفلسطين كمان، ورح إرجع بس لما فتح وحماس يوقفوا يتقاتلوا» ويشير بيده الصغيرة إلى الجنوب «فلسطين هونيك».
ويقول الناشط في حركة الشعب ابراهيم قصير عن توقيت الاعتصام «اليوم يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعهم، فلعلّ هذا الاعتصام يذكّرهم بما يحصل في غزة». يتوقّف عن الكلام، ويحمل بيده علم إسرائيل ويحرقه «هذه هي التقاليد العربية في المظاهرات». تعلّق أزهار إسماعيل على عدد المعتصمين. فلا تفهم لماذا لم يحضر عدد أكبر من المعتصمين «خصوصاً أنّه في عام 200 عندما حاصرت إسرائيل جنين، ملأنا الشوارع من البربير حتى الأونيسكو، أمّا اليوم فعدد الموجودين لا يتجاوز المئة في كلّ اعتصام».
لم ينس المعتصمون استذكار «الحكيم» الراحل جورج حبش فوقفوا دقيقة صمت ثمّ أضاؤوا الشموع «علّ الأنوار تعود إلى غزة». وفي ختام الاعتصام وزّع الأطفال منشورات تحثّ الحاضرين على مقاطعة المنتجات الداعمة لإسرائيل. تحمل الطفلة آلاء محمّد المنشور وتسأل: «يعني إذا شربنا (...) ما منعود نرجع على فلسطين؟».