فداء عيتاني
كم من الدماء مطلوب للوصول الى الحكم؟ كم من الأرواح مطلوب قبل أن يقتنع هذا الرجل بالانسحاب من الصورة السياسية؟ وكم منزلاً مطلوب هدمه قبل أن يشهر انسحابه؟
فليقنعه أحدكم بالانسحاب، حتى لو لم يكن متورّطاً، إذ يكفيه من الفشل ما نابه في شمال البلاد، ويكفيه دماء الفلسطينيين وإشاعة هاجس التوطين مجدداً، ويكفيه قمع تحركات الضاحية خلال انتفاضة المازوت يوم الخميس الدامي، وتكفيه دماء الضنية وبعضها لعسكريين، ويكفيه الفشل في تعقب القتلة في التفجيرات، عداك عن المجزرة المرتكبة بالجنود في الشمال، ومقتل ضباط، ليرحل ولينسحب لأجل من بقي.
البلاد تعيش حرباً أهلية غير معلنة، وثمة من يحلم بالكرسي. لو كانت دماء الفقراء أغلى ثمناً لما نام لياليه ولا أبصر أحلامه الكبيرة. ولكن، ويا للأسى، فإن دماءنا رخيصة. ومع ذلك، يمكننا أن نطلب منه الانسحاب، حتى لا تذهب بلادنا الى جهنم.
ليت أحدكم يطالبه بالانسحاب حتى لا يضاف غداً الى الذين لا يرفّ لهم جفن من حركة شعبهم واعتراضه. لينسحب، فكل مرة يتدخل في السياسة نتأكد أن السياسة أخطر من أن تترك للجنرالات.