شهد لبنان، أمس، أمطاراً غزيرة وعواصف رعدية مع انخفاض في الحرارة واشتداد في سرعة الرياح، وغطت الثلوج قبل الظهر المرتفعات، وأدت سماكتها إلى عزل بعض القرى، في حين أقفل عدد من المدارس تخوفاً من الحوادث والانزلاقات التي قد تتعرض لها وسائل نقل التلامذة في بعض المناطق المرتفعة.وفي العاصمة، تساقطت حبّات البرد وانهمر المطر بغزارة واجتاحت السيول شوارع المدن الساحلية، فيما ارتفعت أمواج البحر ولامست اليابسة.
كما أدى الطقس العاصف إلى أضرار كبيرة في القطاع الزراعي وتكسر أغصان بعض الأشجار الحرجية والمثمرة، وتلف عدد من البيوت البلاستيكية واقتلاع الأشجار وجرف الأتربة. كما أدى إلى تطاير بعض ألواح التنك وسقوط عدد من اللوحات الإعلانية المنتشرة على جوانب الطرق، وتطاير أغطية خزانات مياه موجودة فوق أسطح البيوت، إضافة إلى انقطاع أسلاك كهربائية ما أدى إلى انقطاع التيار منذ ليل أول من أمس عن بعض المناطق، وتعمل الورش الفنية التابعة لشركة «كهرباء لبنان» في البدء بإصلاح الأعطال.
كذلك أدت الأمطار الغزيرة إلى تشكيل برك من المياه في الشوارع والأحياء في مختلف المناطق، ومنعت العاصفة القوية صيادي الأسماك من مزاولة عملهم لأن الأمواج القوية مزقت شباكهم. وحجب الضباب الكثيف الرؤية عن الطرق الجبلية، وقطعت بعض المسالك في المرتفعات بسبب تراكم الثلوج، وبعضها الآخر بقيت سالكة بصعوبة للسيارات المجهزة بسلاسل معدنية وللسيارات الرباعية الدفع.

الطقس يتحسّن غداً

توقعت مصلحة الأرصاد الجوية في إدارة الطيران المدني أن يستمر الطقس اليوم غائماً وماطراً مع عواصف رعدية متفرقة وانخفاض في درجات الحرارة وثلوج بدءاً من 600 متر، ويتحسن الطقس اعتباراً من ظهر يوم غد الخميس.
وأوضحت مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية ـ تل عمارة، أن لبنان بدأ يتأثر منذ الثالثة صباحاً بجبهات هوائية باردة قطبية المنشأ، ما أدى إلى انخفاض قيم الضغط الجوي بشكل كبير، وهذا المنخفض يتحرك ببطء وسيستمر تأثيره مدة ستين ساعة أي حتى ظهر الخميس، ترافقه رياح قوية وبرد شديد وعواصف ثلجية وصقيع وجليد تستمر حتى نهاية الأسبوع.
ولفتت المصلحة إلى أنه هطل خلال الـ24 ساعة المنصرمة 7 ملم من الأمطار، وأصبح بذلك مجموع الأمطار لغاية اليوم 229 ملم، يقابله في اليوم ذاته من العام المنصرم 225 ملم. أما المعدل العام لغاية اليوم فهو 425 ملم.

حال الطرق

وأفادت غرف العمليات في قوى الأمن الداخلي أن الطريق في عيون السيمان سالكة باستثناء طريق فاريا ـ عيون السيمان للسيارات المجهزة بسلاسل معدنية. طريق عيون السيمان ـ حدث بعلبك مقطوعة بسبب تراكم الثلوج، طريق عام المنيطرة ـ حدث الجبة بعلبك مقطوعة وطريق معاصر الشوف ـ كفريا مقطوعة أيضاً. طريق ضهر البيدر سالكة للسيارات المجهزة وكذلك طرق زحلة. طرق بعلبك سالكة باستثناء طريق عيناتا الأرز ـ حدث بعلبك أفقا. عيون السيمان ـ أفقا مقطوعة بسبب تراكم الثلوج، طريق بشري ـ الأرز سالكة بصعوبة على خطين للسيارات المجهزة بسلاسل معدنية، طريق الأرز ـ عيناتا مقطوعة بسبب تراكم الثلوج. طريق تنورين ـ اللقلوق وتنورين ـ حدث الجبة مقطوعة.

أضرار العاصفة

في صور، أدى الجو العاصف إلى أضرار كبيرة في القطاع الزراعي. وقد أفاد عضو تجمع مزارعي الجنوب محمد عبيد أن الأضرار الجسيمة لحقت بأشجار الليمون والموز على أنواعها، إضافة إلى الخيم البلاستيكية التي تضررت بشكل كبير. وأدى الطقس السيئ إلى تلف عدد من البيوت البلاستيكية والمزروعات في بنت جبيل، واقتلاع الأشجار وجرف الأتربة والحصى على الطرق. وأقفلت المدارس نظراً لسوء الأحوال الجوية.
وتشهد منطقة جزين ضباباً كثيفاً، مما يحجب الرؤية عن الطرق وخصوصاً في المنطقة الممتدة من ضهر الرملة إلى منطقة جبل الريحان.
وفي النبطية، اشتدت سرعة العاصفة وقوتها اعتباراً من بعد الظهر، حيث تساقطت حبات البرد على منطقتي النبطية وإقليم التفاح وسط رياح شديدة ومطر غزير وبرق ورعد وضباب كثيف على تلال وقرى إقليم التفاح وأعالي قرى النبطية وتفجرت المياه المتقاطعة من عيارات مجاري صرف المياه نظراً لعدم قدرتها على استيعاب المياه المتساقطة التي تدفقت على الطرقات، حيث شكلت بحيرات وبركاً مليئة بالمياه.
كما أدت العواصف إلى إلحاق الأضرار بالخيم البلاستيكية في السهل المذكور، وقد ساهمت مياه الأمطار برفع منسوب نهر الليطاني عند جسر الخردلي وقعقعية الجسر، وإلى تفجر الينابيع في أعالي إقليم التفاح قرب نبع الطاسة، فانسابت شلالات في مجرى نهر الزهراني، وأدت العاصفة إلى تكسير عدد من الأشجار في إقليم التفاح.
وأدى انهيار جدار في محلة وادي فخر الدين في النبطية بسبب غزارة الأمطار واشتداد سرعة الرياح، إلى إصابة المواطن طالب سعيد كلوت وزينب سمير وهبي وعصام وهبي بجروح طفيفة ونقلوا إلى مستشفى النبطية الحكومي للمعالجة.
وفي البترون، أدّت الثلوج في المنطقة الجردية إلى إقفال طريقي تنورين باتجاه اللقلوق ـ حدث الجبة وعملت جرافات وزارة الأشغال على جرف الثلوج وفتح الطرقات. وبلغت سماكة الثلوج في تنورين الفوقا، على ارتفاع 1450 متراً عن سطح البحر، حوالى 10 سنتم، وفي بلدة بشعلة حوالى 5 سنتم وبقيت الطرقات سالكة للسيارات المجهزة بسلاسل معدنية.
واقتصرت الأضرار التي خلفتها العاصفة في الضنية على تكسر أغصان بعض الأشجار الحرجية والمثمرة، وتطاير أغطية خزانات مياه موجودة فوق أسطح البيوت.
وفي طرابلس، أدت العاصفة إلى تكسير الأشجار وتطاير بعض ألواح التنك وسقوط عدد من اللوحات الإعلانية المنتشرة على جوانب الطرق، إضافة إلى انقطاع أسلاك التيار الكهربائي مما أدى إلى انقطاعه منذ ليل أمس عن بعض أحياء وشوارع المدينة. وقد أدت الأمطار الغزيرة إلى تشكيل برك من المياه في الشوارع، عمل عمال البلدية على فتح قنوات المجارير لتصريف المياه. ومنعت العاصفة القوية صيادي الأسماك من مزاولة عملهم لأن الأمواج القوية مزقت شباكهم.
وفي زغرتا، أدت العاصفة إلى أضرار في بساتين الليمون، وخصوصاً في كفردلاقوس ومجدليا، كما اقتلعت بعض اللافتات على أوتوستراد زغرتا. وفي إهدن بلغت سماكة الثلوج 15 سنتم.
وفي الجبل، لم تتشح معظم قرى وبلدات منطقتي المتن الأعلى وعاليه بالأبيض إلا في المرتفعات كضهر البيدر ـ المديرج. وكذلك في أعالي المتن الأعلى في بلدات ترشيش، كفرسلوان، جوار الجوز حيث تعتبر الطرق مقفلة إليهم بسبب تراكم الثلوج، مع الإشارة إلى أن ارتفاع هذه القرى عن سطح البحر يبلغ حوالى 1400 متر.
وأدت سرعة الرياح التي تضرب منطقة الجبل إلى اقتلاع عدد من أشجار الصنوبر وأشجار الفواكه. أما طريق ضهر البيدر ـ المديرج فيقوم مركز جارفات الثلوج بفتحها بالجرافات بصورة دائمة خوفاً من أن تتراكم الثلوج كثيراً، ما يؤثر على حركة تنقل المواطنين.
وفي الشوف، تحول الطقس خلال فترة بعد ظهر ومساء أمس إلى عاصف، وترافق مع ثلوج كثيفة ورياح وضباب كثيف، اعتباراً من ارتفاع 850 متراً وما فوق، مما أعاق حركة المرور على الطرق.
وفي المناطق المرتفعة نسبياً كقرى الشوف الأعلى، أدى تساقط الثلوج إلى انقطاع الطرق، ولا سيما في الباروك، المعاصر، مرستي، الورهانية وعين زحلتا. وأدت العاصفة إلى إقفال المدارس وبعض المتاجر بعدما تحول الطقس من ماطر إلى مثلج، وبادر المواطنون إلى توفير المؤن الضرورية.
وبدأت العاصفة الثلجية التي يشهدها لبنان بضرب محافظة البقاع، حيث هبت على المنطقة في ساعات الصباح رياح عاتية أدخلت مزيداً من البرودة على الأجواء، ولم تشر التقارير الواردة إلى دوائر المحافظة عن تسببها بأضرار تذكر، باستثناء تطاير أغراض وألواح غير مثبتة على السطوح.
وغطت الثلوج قبل ظهر أمس المرتفعات بدءاً من ارتفاع 1150 متراً عن سطح البحر. وتساقطت الثلوج ممزوجة بالمطر الغزير على بقية مناطق المحافظة وسط استمرار تدني درجات الحرارة وتوقعات بامتداد الثلوج إلى جميع مناطق البقاع. ووصلت الثلوج إلى وادي العرائش أحد أحياء مدينة زحلة، وباتت جميع التلال المحيطة بالمدينة مغطاة بطبقة لا بأس بها من الثلج، فيما فاضت الطرق في مناطق السهل بفعل غزارة مياه الأمطار.
وأتمت بلدية زحلة ـ المعلقة استعداداتها لمواجهة الثلوج التي ستسقط الليلة وغداً على المدينة. وفي ساعات بعد الظهر، اشتدت العاصفة الثلجية في مناطق راشيا والبقاع الغربي واشتدت معها الرياح العاتية التي ألحقت أضراراً كبيرة بالأشجار المثمرة والخيم البلاستيكية. وفي بعلبك ومناطقها، تساقطت الثلوج طيلة يوم أمس بسماكة تراوحت ما بين 3 و5 سنتم على مرتفعات جبال لبنان الشرقية والغربية، وانعزلت منذ ساعات الظهيرة بلدات: حام، معربون عين البنية وطفيل.
وضربت العاصفة الثلجية بقوة في قرى غرب بعلبك منذ ساعات الصباح الأولى، فأقفلت بعض المدارس والمعاهد أبوابها، وخاصة في القرى المتاخمة للسلسلة الغربية وأدت سرعة الرياح إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة كلياً منذ منتصف ليل الإثنين الثلاثاء، ولم تتمكّن فرق الصيانة من إصلاح الأعطال، كما أتت العاصفة على العديد من خطوط الهاتف الثابت.
وبعد ظهر أمس، أقفلت الطرقات الفرعية والرئيسية بسبب كثافة الثلوج، ما أدى إلى عزل العديد من القرى عن مثيلاتها كاليمونة ودار الواسعة وعيناتا ومزارع بيت مشيك.
(الأخبار، وطنية)