الشوف ــ أميمة زهر الدين
أطلقت جمعية إنعاش القرية ـــــ دير كوشة مشروعها الجديد: المرأة المسؤولة. يتضمن المشروع دورات تدريبية فصلية للمرأة، تتعلّم فيها إدارة حياتها المنزلية. تشرح مديرة مدرسة جمعية إنعاش القرية للتعليم الريفي في القرية تمارا حاطوم هدف هذه الدورات التي تبدأ الصيف المقبل: «من المفترض أن تؤهل المرأة للعمل في المستشفيات ودور الحضانة والمدارس الداخلية ودور العجزة والمطاعم... وعند انتهاء هذه الدورة، تحصل المرأة على شهادة معترف بها من وزارة التربية والتعليم العالي تخوّلها أولاًً أن تكون امرأة مثقفة، لا فقط متعلمة.
وكانت الجمعية قد حضّرت مواد المحاسبة وعلم الاقتصاد والاجتماع، والتربية والتغذية بمساعدة اختصاصيين، تتعلّم منها المرأة ما يساعدها على النهوض بحياتها العملية داخل منزلها، على حد تعبير حاطوم.
من جهتها، تتحدّث رئيسة جمعية إنعاش القرية آنسة النجار عن تاريخ الجمعية التي تأسست منذ 55 سنة «تعمل الجمعية منذ تأسيسها على هدف واحد وهو أن تعرف المرأة سبب وجودها، مدركة الفروق بينها وبين الرجل، وهو ما يساعدها على أن تكون شريكة للرجل لا نسخة عنه». وتوضح النجار تقاليد المجتمع وما تعانيه المرأة ما إن تدرك الفتاة العقد الثاني من عمرها حتى تدرك أنها ضيفة في منزل والديها. وتقول: «ليس في مناهج الدولة مكان يراعي وجود المرأة أو تدريبها، فالدولة لا تراعي الفروق بين المرأة والرجل، وتوجهها يكون دائماً نحو حرية الرجل وممارساته». انطلاقاً من هذا الواقع، تعمل الجمعية على تدريب النساء مع مراعاة ظروفهنّ. أما عن الآمال التي تعقدها الجمعية وراء هذا المشروع، فتقول النجار: «نطمح أن نفتح معهداً يرشد المرأة إلى مسؤولياتها من جهة، ومن جهة أخرى يؤمن لها العيش الكريم فتكون سيدة بيتها وعملها وتسهم في خزن تراث الأمة وتمريره إلى أحفادها مكونة مدينة ريفية خاصة بالقرية. ستتعلم المرأة في مشروعنا كيف وماذا تزرع، ماذا تأكل وماذا تلبس وكيف تربي المواهب، وكيف يتناسب مصروفها مع مدخولها حتى يصبح عمل المرأة النصف الضائع في حياة القرية اليوم؟».