جبيل ــ جوانا عازار
لم يحتج الطالب في السنة الثانية ـ تكنولوجيا المعلومات في الجامعة العربية المفتوحة رالف شهيد أكثر من شهرٍ واحد ليتقن العزف، فبعدما تعلّم الأسس الأولى للموسيقى، تابع تمارينه الخاصّة، ليصبح عازفاً ومؤلّفاً لأغانيه الخاصّة وملحّناً.
بدأ رالف العزف على آلة الغيتار منذ نحو خمس سنوات، وهو اليوم عازف أساسي في فرقة «Beyond» الموسيقيّة الشبابيّة، ومدرّس في مدرسة موسيقيّة متخصّصة، إضافة إلى عمله مديراً لمحلّ تصليح وبيع قطع أجهزة الكومبيوتر.
وكان رالف قد بدأ مشواره مع الغيتار كهواية وأكثر من ذلك كـ«فشّة خلق»، بحيث كان العزف بالنسبة إليه وسيلة لتحقيق الراحة النفسيّة.
فبعد الشهر الذي تعلّمه مع أستاذه، تعلّق رالف بالغيتار وأصبح يتمرّن على العزف يوميّاً لنحو سبع ساعات، مستعيناً بمعلوماتٍ ودروس عن شبكة الإنترنت.
عزف رالف، في البداية، على الـ«Guitar electrique»، ثمّ انتقل بعدها إلى «Guitar acoustique»، فأصبح يجيد العزف على الإثنين معاً.
يتحدّث رالف بشغف عن أغانيه التي كان أوّلها أغنية «Little Suzie» التي كتب كلماتها ولحّنها منذ نحو سنتين، وقد لاقت رواجاً بين الشباب، فكان يؤدّيها في السهرات والحفلات التي يحييها مع فرقته.
«Little suzie» كانت واحدة من عشر أغانٍ تحمل توقيع رالف وجميعها باللّغة الانكليزيّة ومنها «The unsmiled smile ، You were my everything ، Hold on» وغيرها...، فوصل بفضلها إلى تغيير منحى عمل أعضاء الفرقة، من مؤدّين للأغاني إلى منتجين لها، إذ عمدوا إلى تسجيلها باسم الفرقة، ويفخر رالف بنجاح العمل «وخصوصاً في فرقة تجمع أعضاءها الكيمياء نفسها».
واليوم، بعد أربع سنواتٍ على ولادة «Beyond»، يحظى رالف بجمهورٍ خاصّ يتابع أغانيه وموسيقاه. ورغم هذا النجاح، لم يجنِ الرفاق ما يكفي من المال من حفلاتهم، إذ يشير رالف إلى أنّ «المردود عاديّ وغير ثابت لأنّ الحفلات غير ثابتة، وتختلف بين الصيف والشتاء».
وثمّة مشكلة جديدة يعانيها الرفاق أيضاً، بحيث ينقصهم الراعي الرسميّ والمدير الخاصّ للفرقة لتنتشر بطريقة أوسع.
ويبقى حلم رالف أن يكمل في درب الموسيقى لتصل أغانيه إلى أكبر عددٍ من الناس، فالموسيقى بالنسبة إليه «فنّ عظيم يبعث السعادة في النفس والروح».
وبين الحلم والعزف والفرقة وتأليف الأغاني والتدريس والعمل في المحل والجامعة، يبقى الأصعب على رالف «التنسيق والتركيز على كلّ نشاط يقوم به وإعطاؤه حقّه على أكمل وجه»، وتبقى الموسيقى بالنسبة إليه الهواية «التي يمكن أن أجعلها في المرتبة الأولى وقد أختارها في المستقبل على حساب تخصّصي في IT ليصبح الـ IT هواية».
أمّا عن نشاطات رالف، فقد توزّعت بين الجامعة التي يقصدها يوماً واحداً في الأسبوع من الصباح إلى المساء، فيما يأخذ عمله في محلّه الأيام الباقية، إضافة إلى الساعات الثلاث اليوميّة التي يقضيها مع فرقته بعد دوامه. أمّا يوما الجمعة والسبت فيستغلّهما لتدريس العزف على الغيتار، مستثنياً من الأسبوع قبل ظهر الأحد
للترفيه.
بعد ثلاث سنوات، ينتهي رالف من دراسته الجامعيّة، ويلفت إلى أنّه سيعمل عندها على نفسه ليصبح مشهوراً وتصبح موسيقاه التي يؤلّفها ويعزفها محبوبة من العالم، وليؤمّن حياته، فحلمه أن يرى نفسه في المستقبل صاحب استوديو وصاحب عدد من الألبومات الموسيقيّة الخاصّة.