راجانا حميّة
فتحت نتائج امتحانات كلّية العلوم الأبواب على بضع ثُغر أكاديميّة، لم تكن خافية على أحد، بقدر ما هي خطوة «مزمنة» بدأت ملامحها بالظهور جليّة مع تطبيق «LMD» منذ ثلاث سنوات في الكلّية، والانتقال من نظام المجموع إلى المواد

أظهرت نتائج امتحانات الفصل الأول في كلية العلوم ــــــ الفرع الأوّل في الجامعة اللبنانيّة نقاط الضعف في مستوى الطلاب الجدد، وبالتالي في مستوى التوجيه الذي لم يحظَ إلى الآن بالاهتمام الكافي، رغم حرص مدير الفرع الدكتور علي كنج على «إنقاذ» الكلّية من «المتطفّلين» على اختصاصاتها، وخصوصاً بعدما باتت «العلوم» الكلية الوحيدة من بين الكليات التطبيقية في الجامعة التي يُسمح للطلّاب بالانتساب إليها من دون الخضوع إلى امتحان دخول أو إلى اختبار كفاءة، الأمر الذي يجعلها مباحة أمام جميع الطلّاب الذين أنهوا شهادة الثانويّة العامّة في أي اختصاص كان، وليس مهمّاً أن يكون فقط اختصاص العلوم العامّة. وثمّة سبب آخر يزيد من أزمة «العلوم»، أنّ نسب النجاح لطلّاب الشهادة العامّة في الامتحانات الرسميّة تفوق الـ80%، ويتوجّه غالبيّة الطلّاب نحو ثلاث كلّيات أساسيّة هي العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال والهندسة والعلوم، على أنّ غالبيّة «الغالبيّة» منهم تجد نفسها في نهاية المطاف في العلوم بعد الرسوب في امتحانات الدخول إلى الهندسة والإدارة. وفي هذا الإطار، يقترح كنج على مجلس الوحدة في الكلّية تحديد اختبار كفاءة بمستوى صف البكالوريا للطلّاب الجدد من أجل اختيار الأفضل منهم، لافتاً إلى أنّه في الوقت الحالي «ثمّة 25% من طلّاب الكلّية يفترض أن يكونوا خارجها، منهم 10% دون مستوى اختصاصهم و15% غير مستعدّين للمتابعة لكونهم قد دخلوا العلوم أوتوماتيكياً لعدم وجود خيارات أخرى». ولكن يبدو أنّ أعداد الطلّاب الجدد لن تكون السبب الوحيد للأزمة، وإن كانت الأساس، إذ يشكو كنج أيضاً من غياب مكتب التوجيه في الكلّية وضياع وارتباك الطلّاب من الـ«LMD»، إذ لم يعتادوا بعد نظام الساعات المعتمدة فيه «credits»، إضافة إلى أنّ مراسيم النظام لم تصدر بشكل رسمي إلى الآن. وبعيداً عن نتائج الفصل الأوّل التي لن تتغيّر، كما يلفت كنج، ثمّة ما استطاع الطلّاب الحصول عليه كـ«تعويض» عن الفصل، إذ تستعدّ الجامعة لافتتاح «الماستر ـ 1»، للمرة الأولى في الكلية، التي أشار كنج إلى أنّها ستكون مفتوحة أمام جميع الطلّاب الحائزين الإجازة وفق النظام الجديد، موضحاً أيضاً أنّها «لن تكون محصورة باختصاص واحد، بحيث يستطيع كل طالب أن يكون في الاختصاص الذي يلائم قدراته». وكذلك لفت كنج إلى «أنّه ستكون إحدى شهادات الماستر الممنوحة للطلّاب مشتركة مع كلّية التربية، بحيث يحوز الطالب شهادة تعليميّة تخوّله دخول ميدان التعليم». أمّا في ما يخصّ «الماستر ـ 2»، فأشار كنج إلى أنّها «ستكون تابعة لمدرسة الدكتوراه، ويتمّ اختيار طلّابها من «الماستر ـ 1»، وطلّاب نظام الأربع سنوات، بحسب ملفّاتهم الأكاديميّة وتبعاً للعدد المطلوب في كلّ قسم من أقسامها»، ومن جهةٍ ثانية، استعاد طلّاب السنة المنهجية الثالثة الدورة الثانية لامتحاناتهم النهائيّة، بعدما أخذتها السنة الثانية العام الماضي، إضافة إلى اقتراح تخفيف مستوى مادّة «Topologie» لطلّاب قسم المعلوماتيّة، ولا سيّما بعدما نجح طالب واحد من أصل 38 آخرين.

نتائج الفصل الأوّل

وبعيداً عمّا قاله كنج عن استحالة إعادة النظر في نتائج امتحانات الفصل الأوّل، فوجئ غالبيّة طلّاب السنوات الثلاث بما حفل به الفصل، إذ إنّهم لم يعتادوا هذا التدنّي في النتائج، وخصوصاً قسمي الرياضيّات العامّة والفيزياء. وفي «جردة» عامّة على تلك المواد، تبدو نتائج بعضها «دراماتيكيّة»، بحيث لم تصل نسبة النجاح في إحداها في الرياضيات ـــ السنة الأولى إلى 0,9 لتستقرّ على 0,84، إذ تقدّم لامتحاناتها 476 طالباً، فنجح منهم أربعة فقط. وفي السنة الأولى أيضاً، لم تتخطّ النسبة في غالبيّة مواد القسمين 30%. ولا تقف الأمور عند هذا الحد، ففي قسم الرياضيات أيضاً في السنة الثالثة، نجح أربعة طلّاب في إحدى المواد من أصل 94 طالباً، أي ما نسبته 4,2%. وفي الوقت الذي يقف فيه الطلّاب حائرين أمام نتائجهم، تسعى الجامعة اللبنانية إلى عدم انتهاج سياسة الجامعات الخاصّة التي «تلمّ» الطلّاب الراسبين في العلوم، على قاعدة «it s a game»، فكل طالب يتسجّل يجب أن ينجح.
من جهة ثانية، شدّد كنج على أنّ «مجلس الوحدة لا يعيد النظر بالعلامات، إلاّ في حالة ورود خطأ في جمعها»، موضحاً أنّ «صيغة طلبات الإسترحام غير معتمدة بعد صدور النتائج». من جهةٍ ثانية، لفت كنج إلى أنّ «امتحانات الفصل الأوّل تشكّل 30% فقط من النتيجة، وأنّ الحصّة الأكبر في النجاح أو الرسوب تتحدّد في الإمتحانات النهائية»، متوقّعاً أن تكون النتائج النهائية أفضل «خصوصاً أن الوقت المخصّص للإستعداد للإمتحانات يكون عادة أطول من فترة التحضير للفصل الأّول، إضافة إلى أنّ وقت المسابقة يكون مريحاً أكثر للطالب».
وعلّق كنج على مخاوف الطلّاب من أن بعض الأساتذة يقومون بتهديدهم من مثل «أنا عندي ما بينجح أكثر من 10%»، لافتاً إلى أنّ هؤلاء الأساتذة لا يقصدون التهديد بقدر ما يطمحون إلى تحفيز الطلّاب أكثر فأكثر.



الدورة الثانية

حافظت مجالس طلاب فروع كلية العلوم في الجامعة اللبنانية على الدورة الثانية لامتحانات السنة المنهجية الثالثة النهائيّة، علماً بأنّ نظام التدريس الجديد LMD يفترض إقامة دورة واحدة فقط. وكانت المجالس قد استعادت العام الماضي الدورة الثانية للسنة المنهجية الثانية.