فداء عيتاني
اليوم انتهت حرب تموز في إسرائيل، وباتت تل أبيب حاضرة لتبدّلات سياسية كبيرة تعيد إنتاج معارك وحروب أخرى. ولكن حرب تموز لمّا تنته في لبنان، ويبدو أنها انضمت إلى التحالف الرباعي، في سيرة طويلة من أخطاء قوى المعارضة التي ارتكبتها على المستوى السياسي تجاه نفسها قبل جمهورها.
حرب تموز انتهت نهاية متسرّعة محلياً، وبموافقة على ما لا يمكن الموافقة عليه. وكان الشعار الذي غطّى التسرّع في الموافقة على النقاط السبع والقرار 1701 هو مصلحة الناس في انتهاء الحرب بأسرع ما يمكن. إلا أن ذلك وضع كل اللبنانيين على حافة حرب أهلية، وصار على من وافق على انتهاء حرب تموز أن يرسم خطاه في السياسة كمن يسير على الحبال في السيرك: خطوة إلى الأمام وخطوتان إلى الوراء. واليوم تهرب المعارضة من الحرب الأهلية بشكلها الفظ، وتحاول مع ذلك تحقيق مكاسب سياسية. بات على هذه القوى أن تعي أن عليها الاختيار ما دامت قوى الأكثرية لا تبالي فعلاً بما سيكون.