غطت الثلوج القرى والبلدات التي يزيد ارتفاعها على 600 متر وعزلت البعض منها، وكانت الرياح العاتية التي هبّت ليلاً قد أحدثت أضراراً بالمزروعات والممتلكات وقطعت التيار الكهربائي وخطوط الهاتف، في حين حوّلت الأمطار الغزيرة الطرق إلى بحيرات.وتوقّعت مصلحة الأرصاد الجوية في إدارة الطيران المدني أن يكون الطقس اليوم غائماً جزئياً مع أمطار محلية وثلوج متفرقة في الداخل صباحاً، يتحول إلى قليل الغيوم ظهراً مع بقاء درجات الحرارة منخفضة.
وتوقعت مصلحة الأبحاث الزراعية في تل عمارة أن تتساقط الثلوج على ارتفاع 500 متر وتخف حدة العواصف تدريجاً خلال النهار، ويتشكل الصقيع ليلاً على ارتفاع 400 متر، وقد يلامس المناطق الساحلية وخاصة في بعض الأماكن الشمالية وعكار.
ووزعت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي نشرة عن حال الطرقات الجبلية خلال فترة قبل الظهر، جاء فيها: غرفة بعبدا: الطقس غائم، الرؤية سيئة، طرقات حمانا المديرج، فالوغا عين الصحة ضهر البيدر، ترشيش زحلة، كفرسلوان ترشيش سالكة للسيارات المجهزة بسلاسل معدنية. وأعلنت المديرية العامة للدفاع المدني أن فرقها تواصل مهماتها استناداً إلى التقارير الواردة إلى غرفة عملياتها، وتذكّر المواطنين بضرورة عدم سلوك الطرقات الجبلية وتدعوهم للاتصال على رقمي الطوارئ 125 و112 من أي هاتف عادي أو خلوي لطلب النجدة والاستعلام عن حالة الطرق قبل المغادرة.
وأدت العاصفة إلى إقفال الطرقات والمدارس والمحال التجارية في مختلف المناطق التي ترتفع عن 800 متر حيث بلغت سماكة الثلوج 20 سنتم، في حين تجاوزت الـ40 على المرتفعات، وتدنت درجات الحرارة إلى درجتين تحت الصفر.
وعزلت الثلوج القرى الجردية على سفوح سلسلتي جبال لبنان الشرقية والغربية، وعملت جرافات البلديات ووزارة الأشغال العامة على فتح الطرقات الدولية والرئيسية الداخلية. وسجلت انهيارات صخرية واقتلاع أشجار وخيم بلاستيكية وأسلاك كهربائية. وأحدثت العاصفة أعطالاً في الشبكتين الكهربائية والهاتفية وفي بساتين الحمضيات، في حين شهدت الأفران ومحطات الوقود والمحال التجارية إقبالاً لافتاً من المواطنين للتزوّد باحتياجاتهم الضرورية.
وفي المدن الساحلية، اجتاحت السيول الشوارع وسجل انخفاض كبير في درجات الحرارة. وشهدت المناطق الساحلية زخات برَد غزيرة، ورياحاً قوية أدت إلى تحطيم بعض اللوحات الإعلانية، وإلى اقتلاع ألواح التوتياء، وبعض الأغصان الكبيرة من الأشجار المعمّرة، فيما تجمعت النفايات بفعل الرياح في الشوارع وعلى الأسوار الحديدية.
ومنعت الرياح العاتية وارتفاع الموج الصيادين من إخراج مراكبهم إلى عرض البحر، حيث فرضت العاصفة شللاً كاملاً على مرافئ الصيادين الذين حاول القليل منهم التعويض عبر الصيد بالصنارة، إلا أن الأمواج العاتية حالت دون إكمال عملهم، كما احتجزت الأمواج العاتية مراكب الصيادين داخل الموانئ على طول الشاطئ.
وأدّت الثلوج التي تساقطت على بلدة ميس الجبل إلى وقوع عدد من حوادث السير، وخاصة على الطريق المؤدية إلى مستشفى ميس الجبل الحكومي، حيث تدهورت سيارة من نوع «ب.م.ف»، وجرح 3 أشخاص في داخلها.
وخلّفت العاصفة أضراراً في أشجار الزيتون بعد تراكم الثلوج على الأغصان، الأمر الذي أدى إلى تكسيرها، ما أتاح فرصة للحصول على الحطب للتدفئة، في وقت يعاني فيه المواطن في القرى الجبلية أزمة صعبة للتغلب على فصل الشتاء.
وأنعشت العاصفة ذاكرة المعمّرين وأعادتها إلى أيام خلت، عندما كانت الأمطار والثلوج تستمر لأكثر من أسبوع، وكانت سماكتها تصل أحياناً إلى حدود خمسة أمتار على الجبال المرتفعة. وكانت ليلة أول من أمس شبيهة بتلك الأيام قياساً على كمية الثلوج التي تساقطت، والأمطار الغزيرة التي انهمرت والعواصف القوية التي هبت.
(الأخبار، وطنية)