إيمان نويهض
ترمز لفظة الـ maquiladoras إلى المصانع الأميركية والأوروبية والآسيوية (أكثر من 3000) التي تعمل على الجانب المكسيكي من الحدود الأميركية ـــــ المكسيكية، مستفيدة من التراخي في تطبيق الشروط البيئية والصحية المهنية المعتمدة في المكسيك ومن انخفاض الأجور وعدم تأمين العناية الصحية والاجتماعية للعاملين فيها، وخاصة أن أغلبيتهم من النساء. وقد عممت هذه اللفظة لتشمل نشاط الشركات العالمية التي لا تتوانى عن تصدير الصناعات والمواد والنفايات الخطرة إلى الدول النامية والفقيرة عند ازدياد الشروط البيئية والصحية في دول المصدر، مستفيدة من تراخي أو انعدام هذه الشروط في الدول الفقيرة، وضاربة عرض الحائط بالعديد من المواثيق الدولية والقوانين الوطنية. وهي توظف لهذا الغرض الكثير من إمكاناتها المادية والعلمية للترويج لها كمنتجات صحية ورخيصة الثمن تلائم الوضع الاقتصادي لشعوب الدول النامية. فمادة الأسبيستوس مثلاً محظورة في الولايات المتحدة ومعظم الدول الأوروبية، بينما استخدامها يرتفع في الصين وإندونيسيا وفييتنام وتايلاند والفيليبين. كذلك هناك أنواع عديدة من المبيدات المحظورة في الدول الغربية التي ما زالت تستخدم في الدول النامية.
والمطلوب من وزارتي البيئة والصحة الترصد الدائم لخطر الأسبيستوس وغيرها من المواد الخطرة في لبنان. ومشكلة الأسبيستوس في لبنان لم تنته مع إقفال معمل الأترنيت في شكا. فالأسبيستوس ما زال يستورد ويستخدم في صناعات أخرى قد يكون البناء إحداها، كما أنه لا يزال موجوداً بكثرة في الأبنية، وخاصة القديمة، وفي منتجات الأترنيت من صفائح وأنابيب وأجران. بالرغم من ذلك، فإننا لا نسمع أبداً عن مخاطر تلك المادة وخطر تعرض العمال والمواطنين لها. ترى ما هو سبب غياب هذا الموضوع عن اهتمامات الجمعيات البيئية، وهو كان المفضل لديها في التسعينيات؟ إن القوانين الدولية والوطنية لا وزن لها إذا لم يحمها المجتمع الأهلي ويطالب بتطبيقها.