نقولا أبو رجيلي
عرفت باسم «الحميضة» نسبة لاحتوائها على نسبة كبيرة من الحموضة التي تغني عن زيادة الحوامض على جميع أصناف المأكولات التي تصنع منها. من السهولة التعرف إلى هذه النبتة التي تنتشر على ضفاف السواقي في السهول بأحجام مختلفة، ويتراوح علوها بين 20 و70 سم بحسب درجة استيعابها للمياه، وبلون ورقها الذي يميل إلى البني الفاتح أو الأخضر والتي تشبه إلى حد كبير نبتة « السلق» المعروفة، لكن بحجم أصغر.
لا تزال نسبة قليلة من سكان القرى والبلدات النائية حالياً تعتمد على الحميضة لتحضير المأكولات بعدما كان معظم الأهالي قديماً يرون أن طبخة «محشي ورق الحميضة» لا تقل شأناً عن المحاشي الأخرى، كما أن مجانية تحضير سلطة الحميضة كانت تغني عن شراء الخضروات. ومن أكثر المأكولات شهرة «فطاير الحميضة» التي تمتاز بعدم إضافة الحامض إليها لكون «حامضها منها وفيها». أما جلسات التبولة فلم تكن تخلو من ورق الحميضة بديلاً من الخس والملفوف. واللافت حالياً هو الحفاظ على هذه النبتة في بعض حدائق منازل القرى والاعتناء بها لاستمرارية نمو جذورها التي تتجدد تلقائياً من موسم إلى آخر. وتنصح بعض النسوة بعدم استعمالها في آخر مراحل نموها لكون طعمها يصبح مراً، وأوراقها أقل طراوة بعدما يُزهر أعلى ساقها ويصبح بشكل عرنوس الذرة.