strong> نادر فوز
«في المنزل، إن شاء الله»، عبارة احتلّت أفواه جميع الشخصيات السياسية التي أجابت على هاتفها وقبلت التعليق على السؤال عن مكان الاحتفال بعيد رأس السنة هذا العام. فيبدو أنّ شبح ما خلّفه السياسيون اللبنانيون من أوضاع أمنية غير متسقرة لا يزال يهيمن على حياتهم الشخصية، فأبعدهم عن أبسط العادات اليومية أو الموسمية.
ويظهر النوّاب والوزراء ورجال السياسة على أنهم أشخاص مضطهدون ومحرومون من حقوقهم في البهجة المنتظرة كل عام إلى جانب الـ«كوتيون» والزمامير والمفرقعات التي تطلق لهذه المناسبة السعيدة رغم حمل العام الجديد لكل «نائبة» حلّت على اللبنانيين خلال العام الماضي.
وعلى الرغم من استياء عدد منهم من عدم القدرة على الخروج والاحتفال بهذه المناسبة في العلن، أو ربما مشاركة الشعب اللبناني هذا العيد، ينظر البعض إلى مسألة الانتقال من الـ 2007 إلى الـ 2008 في المنزل، من ناحية إيجابية إذ من الممكن أن «نستفيد من ليلة دافئة بالقرب من الشومينيه، تحيطنا العائلة والأولاد بعد أن ابتعدنا عنهم لأشهر».
«ناطرينا لنضهر ويروّحونا»، يقول نائب تيار المستقبل، هادي حبيش، ما دفعه إلى البقاء في المنزل أو إلى جانب أسرته. وكذلك الأمر بالنسبة للنائب «المستقبلي» عمّار حوري، فـ«ليس هناك من شيء مميّز» هذا العام، والجلوس إلى جانب العائلة أفضل من المخاطرة بالسهر في مكان عام يكون عرضةً لأي شائبة أمنية.
أمّا نائب كتلة الوفاء للمقاومة، علي عمّار، فسيجلس في المنزل كما قال، لـ«نتعبّد الله سبحانه وتعالى، ونرفع أيدينا إلى السماء»، طالباً من الله العزّة والكرامة والسيادة والحرية والاستقلال، وغيرها من المصطلحات ـــــ المبادئ الأخرى، علها تحلّ على لبنان خلال العام المقبل.
وفي السياق نفسه، رأى نائب كتلة التغيير والإصلاح النيابية، عباس هاشم، أنّ هذا العيد «مناسبة للجلوس مع العائلة وإعادة التعرّف على أفراد العائلة من جديد» بعد فترة طويلة من الانشغال عنها.
أما رئيس حزب التوحيد اللبناني، وئام وهاب، فأمضى أيضاً سهرة «العيد» في المنزل إلى جانب الأقارب والأصحاب، مؤكداً «لا أحبّ السهر بشكل عام وأفضّل البقاء عادةً في المنزل». وكذلك بالنسبة لنائب الحزب القومي، مروان فارس، الذي احتفل مع العائلة، لكن ليس لأسباب أمنية، بل لضرورة الوجود مع العائلة والمقرّبين منها. وحتى خلال هذا النهار، تحدث فارس عن انشغاله في اليوم الأول من العام الجديد في احتفال سياسي في بعلبك بمناسبة ذكرى تأسيس حركة فتح.
من جهة أخرى، وعلى الرغم من إصرار عدد كبير من شخصيات تجمّع 14 آذار على أنّ كلاً منهم سيحتفل في منزله بعيداًَ عن مخاطر التنقّل والوجود في الأماكن العامة، أشارت بعض المصادر إلى أنّ نواباً ووزراء وشخصيات رفيعة في قوى الموالاة قدتجتمع معاً في فندق الريفييرا لاستقبال العام الجديد، فجرت تهيئة الصالات وأعدّت الغرف لاستقبال المحتفلين في حال تأخرهم عن موعد العودة إلى المنازل أو خوفاً من أي طارئ أمني قد يحصل خلال انتقالهم من الريفييرا إلى منازلهم أو أي فندق آخر.