ليال حداد
خلفية سوداء، خريطة لبنان، صور من الحرب الأهلية، ونداء إلى الشباب اللبناني: قولوا للزعماء إنكم لن تشاركوا في أي حربٍ أهلية. إنه ملصق «لا للطائفية... لا للحرب» الذي انتشر على جدران المدينة الجامعية في الحدث. اتفقت مجموعة من الشباب العلمانيين على المباشرة بنشاطات مع الشباب داخل الجامعات، «كي لا تبقى نظرياتنا حبراً على ورق»، يقول أحد المسؤولين عن الحملة أحمد قمح. ويهدف النشاط إلى توعية الشباب على خطر الصّراع القائم حالياً في لبنان، وضرورة الوقوف في وجه أي محاولة للفتنة.
يتحدّث قمح عن التجاوب الكبير لدى طلاب المدينة الجامعية، خلال تعليق الملصقات: «أصرّ عدد كبير من الطلاب على مساعدتنا أثناء عملنا، فالشباب اللبناني كله، مهما اختلفت انتماءاته، مشمئز من الوضع الحالي في لبنان، وخائف من حرب أهلية مقبلة».
يؤكد الطلاب كلام قمح، فيشرح الطالب في كلية الحقوق والعلوم السياسية علي المقداد أهمية مثل هذه النشاطات: «أنا مناصر لحزب الله ومع المعارضة، ومع ذلك أجد أن الوضع الذي وصلت إليه البلاد لم يعد محتملاً. لم أعد أطيق أن أسمع نشرات الأخبار ولا البرامج السياسية. أريد فقط أن أجد عملاً وألا أهاجر».
ترافق تعليق الملصقات مع معرض صور وحملة لحركة «أمل» تحمل العنوان نفسه، فانتشرت على مدخل كلية الحقوق صور تظهر فظاعة الحرب الأهلية اللبنانية وعواقب الخلاف الطائفي. وعلى رغم أهمية هذه الحملات المتزامنة، علّق بعض الطلاب: «نريد أكثر من مجرد صور، نريد أن يبدأ العمل على الأرض»، تقول الطالبة في معهد الفنون نيفين ناصر.
لا ينزعج قمح من هذه الانتقادات «فنحن نعرف أن الشباب اللبناني لم يعد يتحمّل النظريات، والملصقات هي بداية العمل، وستتبعها ورش عمل، ونشاطات على خطوط التّماس السابقة».
ينتهي الملصق بعبارة وجدت الإجماع عند معظم الطلاب «نكرهكم أنتم أقطاب «الصيغة»، صيغة الوفاق والنفاق الشقاق... نكرهكم، نحبّ وطننا... ونحبّ الحياة». فطلاب المدينة الجامعية في الحدث أيضاً يحبون الحياة.