149; عون متمسّك بـ«الحقوق»: لن أصوّت لرئيس يلقى مصير لحّود بعد سنتين
ما زال الحوار متوقّفاً بين الموالاة والمعارضة للوصول الى تفاهم سياسي يؤسّس إطاراً للحكم في المرحلة المقبلة، وسط تمسّك كل طرف بمواقفه، الأمر الذي ينذر بتأجيل سابع لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقرّرة بعد غد الجمعة

عاد الاستحقاق الرئاسي الى دائرة الاهتمام الإقليمي والدولي لتذليل العقبات السياسية أمام وصول قائد الجيش العماد ميشال سليمان الى قصر بعبدا. ولهذه الغاية، وصل الى بيروت أمس وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في زيارة تهدف، وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز» عن «مصدر سياسي كبير»، إلى «إتمام التسوية بين اللبنانيين على انتخاب سليمان».
وزار كوشنير يرافقه القائم بالأعمال الفرنسي أندريه باران، على التوالي، رئيس المجلس النيابي نبيه بري، رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري، ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون. ولم يشأ كوشنير الإدلاء بأي تصريح بعد هذه اللقاءات، على أن يتابع محادثاته اليوم مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والبطريرك الماروني نصر الله صفير.

اتّصالات خارجيّة على خط الأزمة

وتواكب التحرك الفرنسي اتصالات دولية وإقليمية لفتح كوة في جدار الأزمة قبل الجلسة النيابية يوم الجمعة. وفي هذا الإطار، تلقى الرئيس السوري بشار الأسد اتصالاً هاتفياً من رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان عرضا خلاله الوضع في لبنان، كما أجرى أردوغان اتصالاً بالنائب الحريري الذي تلقى اتصالاً آخر من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعدما أجرى الأخير اتصالاً مماثلاً بالرئيس بري.
كذلك تلقى بري اتصالات من وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما والسفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجة.
بدوره تابع الرئيس السنيورة اتصالاته الهاتفية الدولية والعربية فاتصل أمس بالأمين العام للأمم المتحدة وبوزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن السنيورة أطلع بان والفيصل «على المعطيات الراهنة في لبنان، وأهمية القرار الذي اتخذته قوى الاكثرية بترشيح العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية كخطوة أساسية للخروج من الفراغ الحاصل الآن، وأهمية طرح هذا الموضوع في هذه اللحظة السياسية». وأضافت الوكالة أن بان والفيصل شددا «على ضرورة السير في الخطوات التي تتجاوز الفراغ الرئاسي في أقرب وقت ممكن، لكي يعود العمل بآليات النظام اللبناني الدستوري وتجاوز الازمة الراهنة».
وترأس السنيورة اجتماعاً وزارياً تشاورياً واستقبل النائب بطرس حرب الذي أوضح أن الاول شرح له ظروف ترشيح الاكثرية للعماد سليمان.

«الرئيس المقبل يقود الحوار»ورد المكتب الإعلامي لعون على ما ذكرته بعض وسائل الاعلام بأن الاسباب الكامنة وراء عدم الاتفاق على تعديل الدستور هو خلاف على الحصص الوزارية والإدارية الموعودة، وقال المكتب: «قد يكون هذا الأمر مشكلة لبعض الاطراف السياسية، ولكنه ليس الحال بالنسبة الى تكتل التغيير والاصلاح والتيار الوطني الحر، حيث يبقى الموضوع الاساسي بالنسبة الى هذا التكتل في تحقيق المطالب الوطنية التي وردت في مبادرة العماد عون الاخيرة والموافق عليها من قبلهم»، موضحاً «أن هذه المطالب تعيد بعض الحقوق للمسيحيين، كما تحقق بعض التوازن والمشاركة للمعارضة الوطنية في السلطة، والأمر لا يتم إلا بتفاهم مسبق مع الأكثرية التي عليها أن توافق على هذه المطالب لكي تتحول الى نهج حكم تلتزمه جميع المؤسسات الدستورية قبل أي تعديل دستوري وقبل إجراء الانتخابات الرئاسية». وأكد أن هذا الأمر «لا يستهدف رئيس الجمهورية المقبل، كائناً من كان شخص هذا الرئيس، وهو ليس حملاً عليه بل رافعة له» مشيراً الى أن «الازمة تعدت الاشخاص وأصبحت تتعلق بمنهجية حكم ومنطق شراكة وبحسن تنفيذ اتفاق الطائف والالتزام بأحكام الدستور، والتقيّد بالصيغة والميثاق».
من جهته، رأى الرئيس الأعلى لحزب الكتائب أمين الجميّل بعد استقباله وفداً من جمعية الصناعيين «أن البعض يعيدنا الى نقطة الصفر من خلال الشروط التعجيزية التي لا تسهل الحل». وقال: «لا نريد رئيساً مكبلاً، نريده حراً، يحقق رمزية الرئاسة، قادراً على قيادة الحوار ومعالجة الأمور المطروحة على بساط البحث» لافتاً الى أنه «عندما يتسلم الرئيس مسؤولياته الرسمية والدستورية يصبح نقطة التقاء لكل القوى ودافعاً للحوار لمعالجة كل الشروط والإشكالات المطروحة».
ووسّع العماد سليمان دائرة مشاوراته لتشمل معراب التي زارها أول من أمس بحسب ما كشف رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع وأشار الى أنه جرى خلال اللقاء «عرض للوضع العام في البلاد على كل الصعد» وقد أثنى جعجع «على التدابير التي اتخذها ويتخذها الجيش اللبناني في سبيل الحفاظ على الامن».
وعرض جعجع موضوع التعديل الدستوري مع رئيس لجنة الادارة والعدل النيابية روبير غانم، ونقل عن الأخير أن «العقبات الدستورية لها حلول وأن المشكلة تتمثل بعدم موافقة جميع الأطراف الى الآن على العماد سليمان».
بدوره قال غانم: «ان آلية التعديل موجودة دستورياً نصاً وروحاً ودون أي عقبات ولكنه يتطلب توافقاً سياسياً».

مطالبة المعارضة بموقف واضح

وفيما اتهم وزير شؤون التنمية الادارية جان أوغاسابيان المعارضة بوضع العراقيل مستبعداً أن يثمر التحرك الفرنسي نتائج إيجابية، طالب عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتوح قوى المعارضة، وتحديداً «حزب الله»، بإعلان موقف واضح وصريح من ترشيح العماد سليمان الى الرئاسة الأولى، و«عدم الاستمرار بالوقوف خلف حجج معروفة، أو متاريس واهية لا همّ لأصحابها سوى الكرسي».

عودة السنيورة خط أحمر

في المقابل أعلن رئيس تيار التوحيد وئام وهاب بعد زيارته الرئيس عمر كرامي «أن اسم العماد ميشال سليمان ليس مطروحاً للبحث من قبل المعارضة، هذا موضوع منتهٍ، العماد ميشال سليمان هو قائد جيش مقاوم وهو أكثر الناس قدرة على إعادة العلاقات المميزة مع سوريا. ولكن نحن لا نقبل أن يتكرر مع العماد سليمان ما حصل مع العماد إميل لحود خلال السنوات الثلاث الأخيرة، حيث منع من الحكم خلال هذه السنوات بحجة أن هناك أكثرية وبحجج كثيرة». وحتى لا يحصل هذا الأمر مع سليمان، أكد وهاب الإصرار على البحث في إعادة تكوين السلطة.
وشدد وهاب على أنّ عودة الرئيس السنيورة الى رئاسة الحكومة خط أحمر لدى المعارضة.
وموضوع الاستحقاق الرئاسي بحثه البطريرك صفير مع السفير البابوي المونسنيور لويجي غاتي، والسفير الإسباني ميغيل بينزو. ويترأس صفير اليوم الاجتماع الدوري الشهري لمجلس المطارنة الموارنة.
على صعيد آخر تفقد العماد سليمان فوج المغاوير الذي يقوم بمهمات أمنية في بيروت، حيث اجتمع الى الضباط والعسكريين وأعطى توجيهاته اللازمة. ثم انتقل الى عمشيت ورعى حفل افتتاح ثكنة فوج مغاوير البحر.
ورأى سليمان «أن بناء ثكنة عسكرية على شاطئ عمشيت بدلاً من منتجع سياحي، هو تأكيد على أهمية الامن والاستقرار في تعزيز السياحة والنهوض الاقتصادي بالبلاد، ولا سيما أن هذه الثكنة تحتضن أبطالاً تصدوا للإرهاب الذي كاد يهدد الكيان».
وأكد العماد سليمان «وجوب تضافر جهود الجيش والقوى الامنية والمرجعيات السياسية والروحية والجمعيات الاهلية وسائر أبناء الوطن في مواجهة هذا الإرهاب الهادف الى النيل من وحدة الوطن وصيغته الحضارية
الفريدة».