نعمت بدر الدين
يقول دبلوماسيون أوروبيون في بيروت إن ثمّة فضولاً متزايداً لدى أوساط سياسية أوروبية لمعرفة دواخل فكر حزب الله والانفتاح عليه ومحاورته، مؤكدة أنها عقدت الكثير من اللقاءات معه، وأنها تسعى إلى دعوته لحضور مؤتمرات في بلدان أوروبية ومناقشة ممثلي الحزب مباشرة وخلال مؤتمرات عربية ـــــ لبنانية ـــــ أوروبية وفي ورش عمل ثنائية، وذلك لفهم كيفية عمل الحزب وأساليبه في الإقناع.
ويعتقد هؤلاء الدبلوماسيون أن فهم الحزب لا يحتاج إلى وسطاء داخليين ولا خارجيين، وأن الوسطاء الداخليين «ينقلون إلينا أجوبتهم عن أسئلتنا المتعلقة بحزب الله والواقع اللبناني وفقاً لرؤيتهم الخاصة، وغالباً ما تكون مجتزأة».
ويلفت بعض السفراء إلى أن لدى حكومات أوروبية رغبة قوية في دعوة حزب الله إلى عواصمها، لكن هناك أسباباً تدفعها إلى التريّث والتأجيل، منها الضغط المتزايد من السفارات الإسرائيلية الذي يتخذ في بعض الأحيان شكل تحريض الرأي العام والتهديد بفسخ بعض الاتفاقات المشتركة.
أضف إلى ذلك موقف بعض الأحزاب اليمينية المشاركة في تلك الحكومات من حزب الله. ومما يصعّب الأمور إدراج اسم الحزب على لائحة المنظمات والأحزاب الإرهابية.
ويحاول دبلوماسيون نقل الصورة التي يعرفونها عن حزب الله إلى حكوماتهم، ويرون أنهم حققوا بعض التقدم الذي ظهر من خلال اتخاذ بعض الدول موقفاً حيادياً في معالجة الأزمة القائمة في لبنان وعدم دعم طرف ضد آخر.
ولفت مصدر دبلوماسي إلى أنه تقرر عدم دعوة حزب الله إلى المشاركة في مؤتمر أطلقته دولته من أجل حوار شبابي بعدما تسبّب موضوع دعوته أو عدمها بجدل واسع بين الأحزاب، معتبراً أن حضوره في المؤتمر كان هو الحدث.
دبلوماسي أوروبي شبّه رجال حزب الله برجال البولشفية في بداياتها، لأسباب عديدة تبدأ بسلوكاتهم وتهذيبهم واحترامهم لكلمتهم، ونأيهم عن الفساد وسعيهم إلى السلطة وإيمانهم بأيديولوجيا، مضيفاً أن ما زاد في احترامه لهم مطالبتهم بإيجاد استراتيجيا دفاعية، معتبراً أن «لديهم تنظيماً حديدياً أهم من الجيش ومن كل الأفرقاء الموجودين في لبنان».
مصادر دبلوماسية أخرى رأت أن إسرائيل أخطأت خلال حرب تموز الماضية، وأن استهداف القضاء على حزب الله كان أمراً غير واقعي، وأنها خلال وجودها في لبنان وزياراتها الميدانية ورؤيتها للدعم الشعبي لحزب الله والمقاومة باتت تدرك أن القضاء على حزب الله هو قرار غير واقعي، فيما دافع أحد السفراء الأوروبيين عن حزب الله في وجه متهميه بإقامة دولة إسلامية في لبنان.
ونفى أن يكون نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قد قال بهذه الدولة في كتاب له، «فأنا ـــــ يضيف السفير ـــــ قرأت الكتاب ولم أجد هذه العبارة»، وأنه التقى العديد من مسؤولي الحزب واستفسر عن هذا الموضوع ولم يجد أحداً منهم يقول بالدولة الإسلامية في لبنان، «على الأقل في سياسة الحزب
الراهنة».