أنطون الخوري حرب
كيف يمكن أن يرى كوادر التيار العوني تخليهم عن طموحهم بوصول قائدهم ميشال عون إلى الرئاسة الأولى، بعد كل ما كابدوه خلال عقدين من الزمن؟ وهم من يرى في وصوله رئيساً بمثابة تحقيق لحلم تغييري لكل الموروثات التي قام عليها بنيان النظام.
ويربط هؤلاء الكوادر بقاءهم في الوطن الذي ناضلوا من أجله بعدم عودة أطقم الفساد والإجرام التي سحقتهم على مر العهود السابقة. فكيف لهم أن يتقبلوا فكرة تنازل قائدهم عن حقه وحق طائفته ووطنه بالترشح لرئاسة الجمهورية لأي شخص آخر، أياً يكن.
وترسم موافقة عون على ترئيس ميشال سليمان صراعاً صامتاً بين حلمهم المزمن وثقتهم بقرارات الجنرال، ولا سيما أنهم لا يعرفون عن العماد سليمان سوى دوره الأمني، وهو ليس ذائع السمعة في الفكر الدولتي والسياسي، ولذلك فهم يرفضون بشدة استبدال عون به أو بأي شخص آخر.
أمين سر التيار طوني مخيبر يرى وصول عون الى الرئاسة تتويجاً لمسيرة نضالية عمرها أكثر من 20 سنة واستكمالاً لحماية سيادة الوطن واستقلاله، ويسهم بتسريع عجلة الإصلاح، رغم العراقيل المتوقعة من الطبقة السياسية.
أمّا منسّق قضاء جزّين المحامي زياد أسود فيعتقد أن لعون برنامجاً لبناء دولة قابلة للتطبيق، وهو يجسّد مبدأ التمسك بالأرض في ذهن شباب التيار وحلم المستقبل الذي يتطلب رئيساً خارجاً عن مألوف الرؤساء والعهود التي تكرّرت على قاعدة استمرار الفساد والارتهان الخارجي والدونية الإنسانية «ونحن خسرنا بعد الحرب كل حقوقنا وها هو ينادي لنا اليوم باستعادتها».
ولا يتقبل أسود مبايعة أي رئيس غير عون متسائلاً أين كان كل هؤلاء عندما انتهكت حقوقنا كمواطنين أمام أعينهم؟
أما عضو الهيئة المركزية في التيار الدكتور كمال اليازجي فيرى أن أي رئيس إذا أراد أن يكون قوياً فعليه أن يكون ثورياً، وهذا لا ينطبق «إلا على العماد عون لأنه مناقض لتركيبة اللعبة».
زميل اليازجي، المهندس زياد عبس، يعتبر عون «أتاتورك لبنان»، وهو إذا انتخب فسيكون رئيساً غير تقليدي للجمهورية وثورياً بالطبع، ويضيف عبس «لا نرى من السياسيين الموارنة مرشحاً يملك القوة والقدرة اللازمة لمواجهة المحظورات (التقليدية في السياسة) والتغلب عليها إلا عون».
وبالنسبة إلى العناوين التي يجب أن تمثّل برنامج «الرئيس عون»، يرى مدير مكتب تكتل التغيير والإصلاح في المتن الشمالي المحامي ربيع معلولي أن «سليمان تصرف بوطنية في السنوات الاخيرة ولكن أين كان حين كانت مخابراته تعيث بنا اضطهاداً وقمعاً بسبب نشاطاتنا السياسية الديموقراطية، فهو إما كان المسؤول الأول وإما شاهد زور، أو في أحسن الأحوال عاجزاً. لذلك فهو بنظرنا لا يستحق ولا يصلح للرئاسة، بل للتقاعد والرحيل مع انقضاء زمن الوصاية».
لا شك في أن للعونيين أحلاماً تفوق ربما تصوّر رئيسهم نفسه في رئاسة الجمهورية. فهل من شأن التسوية على رئيس غيره أن تحبطهم، ولا سيما إذا كان البديل ميشال سليمان؟ وهل يذهب بهم هذا الإحباط الى الهجرة؟