نظّمت وزارة الشؤون الاجتماعية، بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان، لقاءً لإعلاميين عند العاشرة والنصف قبل ظهر أمس في فندق «ميريديان ـــ كومودور»، بعنوان «الإعلام في مواجهة التحديات الاجتماعية، مشروع الإعلام والتثقيف في مجال الصحة الإنجابية على صعيد المجتمع المحلي»، حضره نقيب المحررين ملحم كرم ورئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ. وشارك فيه إعلاميون ومسؤولون في مؤسسات مرئية ومسموعة ومكتوبة وممثلون عن الوزارة وصندوق الأمم المتحدة للسكان.بدايةً، كلمة لمديرة مشروع الإعلام والتثقيف والاتصال في مجال الصحة الإنجابية جمانة القاضي جردي، عرضت فيها «خطة العمل المستقبلية المتعلقة بالتوصيات الصادرة عن ورشة العمل للإعلاميين بشأن قضايا الصحة الإنجابية والجنسية للمراهقين» التي صدرت عام 2004.
ثم تحدثت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان ندى الأغر، وقالت: «إن صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاءه الوطنيين طوروا برنامجاً للفترة الممتدة بين 2002 ـــ 2006 والممتدة لاحقاً إلى 2008، ضمن إطار مقاربة مبنية على حقوق الإنسان، يعتمد البرنامج المقترح استراتيجيات متعددة الأوجه لمعالجة حاجات السكان والصحة الإنجابية».
وألقت المديرة العامة بالوكالة رندة أبو حمدان كلمة الوزيرة معوض، فلفتت إلى أن اللقاء يأتي في إطار مشروع الإعلام والتثقيف والاتصال في مجال الصحة الإنجابية ويسعى إلى رفع مستوى الوعي لدى الشباب، وخصوصاً المراهقين في مواضيع الصحة الإنجابية ـــــ الجنسية «بهدف حمايتهم من السلوكيات المحفوفة بالمخاطر والسلوك الجنسي المبكر وغير المسؤول والتعرض للأمراض المتناقلة جنسياً فيروس نقص المناعة المكتسب السيدا».
النقاشات مع الإعلاميين بدأت بورقة عمل قدمها الإعلامي سعيد غريب عن «دور الإعلام في تعميم الثقافة الجنسية لدى المراهقين والشباب»، ورأى أن «كماً كبيراً من الرسائل الإعلامية المتنوعة الأهداف والتوجهات والمضامين ينقل إلى الجمهور بكل فئاته وأعماره عبر الإعلام المكتوب والمسموع والمرئي. ولكن، في غمرة هذه الكثافة من الوسائل والرسائل، وفي ظل هذه القدرة العالية على التأثير التي يتمتع بها، هل يقوم الإعلام حقاً بدوره كسلطة رابعة تتحسس حاجات المجتمع وتعبر عنها وتلاقيها بصورة مفيدة ومستدامة؟».
المداخلة الأولى كانت لمحفوظ الذي انتقد «تقصير الدولة التي لا تمتلك رؤية إعلامية لا لجهة تعزيز المشترك بين اللبنانيين ولجهة إيجاد مواطن، ولا لجهة إعطاء الأولوية للتنشئة الوطنية لأن يكون للإعلام دور تثقيفي». ولاحظ أن «هذا الأمر غائب لجهة مساهمات الدولة على هذا الصعيد، وبالتالي يمكن المؤسسات الدولية أن تعوض هذا الأمر».
ثم تتالت كلمات الإعلاميين، فركز مسؤولو وممثلو التلفزيونات الدولية أيضاً نقدهم على الدولة التي تسمح لمكاتب الفضائيات غير اللبنانية بأن تبث ما تريد، ورأوا أن ثمة فضائيات تبث ما لا يناسب المراهق. أما في ما يختص بغياب أو ضعف البرامج التثقيفية، فإن مرد ذلك كان برأيهم إلى أنها لا تجذب
الجمهور.
كثر الكلام خلال الندوة عن التابوهات، ولوحظت كثرة الإعلاميين الذين لا يؤيدون نقاشات عميقة في المواضيع المصنفة اجتماعياً كـ«taboo»، وذهب بعضهم إلى القول «ليس ثمة خطأ ترتكبه التلفزيونات الخاصة في لبنان لأننا نموّل أنفسنا بأنفسنا»، وتردد كثيراً على ألسنة ممثلي وسائل الإعلام بأن الإنتاج التلفزيوني «it s a business».
وقد حمّل بعض الإعلاميين شبكة الإنترنت المسؤولية الكبرى عما يتعلمه المراهقون، وكان ثمة حرص واضح على موالفة المعالجات المطلوبة مع «ثقافتنا الاجتماعية الدينية والثقافية».
في المقابل، ارتفعت أصوات في الجلسة تطالب المؤسسات الإعلامية بإجراء نقد ذاتي، وبتشغيل أصحاب المواهب الحقيقية والعارفين في مجالات التوعية الجنسية، وبالنظر إلى الإنتاج الإعلامي كنتاج ثقافي أيضاً.
كما كان ممثلو الوزارة والصندوق حريصين على البحث مع الإعلاميين عن اقتراحات عملية لتطوير خطط عملهم.
(الأخبار)