باريس ـــ بسّام الطيارة
هل تسمح واشنطن لفرنسا بقطف ثمار الوفاق اللبناني؟هذا السؤال أجاب عنه مصدر دبلوماسي بـ«لا» مليئة بالثقة، موضحاً أن هذه الثقة لا تنبع فقط من عدم رغبة واشنطن في السماح للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بإحراز «نصر جديد» يضيفه إلى نجاحاته الدبلوماسية في الخارج، في وقت يعاني فيه الرئيس الأميركي جورج بوش انكساراً على الجبهات التي فتحها منذ وصوله إلى البيت الأبيض، بل إن هذا الرفض مربوط أيضاً باستراتيجية أميركا في المنطقة، التي لا تجد توافقاً كاملاً مع الدبلوماسية الفرنسية وخصوصاً في ما يتعلق بلبنان.
ومع ذلك، تؤكد مصادر دبلوماسية فرنسية حصول تقدم «وإنْ ما زال ناقصاً» على صعيد حل الأزمة اللبنانية، «وذلك بفعل «التحركات الفرنسية» التي أعقبت مبادرة لاسيل سان كلو وأهمها «تشجيع دمشق» على المشاركة في مؤتمر أنابوليس»، مشيرة الى أنه «عند انطلاق الحديث عن المؤتمر في خضم المعمعة التي أحاطت بانتهاء ولاية الرئيس إميل لحود طالب بعض الفرقاء اللبنانيين بأن تكون الدعوة مقابل ثمن تدفعه دمشق، فيما كانت باريس تطالب علناً بدعوة سوريا، وضغطت في هذا الاتجاه».
ويرى مصدر دبلوماسي أن «سلة الضمانات» التي تطلبها المعارضة هي أهم العقبات التي تواجه مهمة كوشنير السابعة في لبنان «في ظل تشبث الأكثرية بنصوص القانون الدستوري»، إلا أن مصادر أخرى لا تتردد في انتقاد «هذه المماحكة الدستورية»، مؤكدة «أن كل شيء في لبنان سياسي»، فإذا انتخب العماد ميشال سليمان رئيساً فسوف يكون ذلك نتيجة اتفاق سياسي يجري من خلاله تعديل الدستور، لذلك، فإن كوشنير سيسعى إلى دفع المعارضة والأكثرية للدخول «بنيات صافية» في عملية «حزم الضمانات» التي تشمل الحكومة الجديدة وتوزيع الحصص فيها بين القوى الفاعلة «حسب ميزان لبناني بحت» ما يسمح عندئذ بالإسراع في انتخاب رئيس «لولاية غير منقوصة».