ليال حداد ــ جوانا عازار
أحيت الجامعات اللبنانية أمس اليوم العالمي للسيدا، فنظّمت المسابقات والألعاب التي تقدم تفاصيل عن أخطار الفيروس والوقاية منه. كذلك عُرضت أفلام تشرح التمييز العنصري الذي يواجهه حامل الفيروس والحالة النفسيّة التي يتخبّط فيها

إنّه اليوم العالمي للسيدا. دخل الطلاب إلى حرم الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت LAU والشارات الحمراء تعلو صدورهم. فقد قرّر قسم الصحّة في مكتب الإرشاد والتوجيه في الجامعة إحياء هذا اليوم على طريقته.
تتوزع تسع ألعاب تربوية في ساحة الجامعة، تحتوي كلّ لعبة على أسئلة تعرّف الطلاب بمرض السيدا وطرق الوقاية منه، إضافة إلى توعيتهم على الأفكار المسبقة الخاطئة عن المرض. «هل ينتقل المرض إليك إذا أمسكت بيد شخص مصاب؟» يصمت الطالب ديمتري الحاج قليلاً قبل أن يجيب «لا، لا أظنّ. الجواب لا». يصفّق الموجودون لديمتري فجوابه صحيح. يختم المسؤول عن اللعبة بطاقة الطالب الذي يذهب إلى قسم الهدايا فيختار ما يريد من القمصان أو الفناجين أو غزل البنات. تتشابه الألعاب في مضمونها، إذ بدا أنّ الهدف من النشاط هو تعليم الطلاب بطريقة مسلية.
لكن اللعبة التي أثارت حماسة الطلاب هي القوس والنشاب، فيطلق الطالب السهم باتجاه البالونات واللوحات التي كتبت عليها أسباب انتقال الفيروس. يضحك الطالب روي نفّاع شارحاً اندفاعه لإطلاق السهم: «أطلق السهم كأني أُسقط المرض. الأمر نفسيّ، فابن خالي توفّي في الولايات المتحدة بمرض السيدا منذ سنتين. أشعر بأنني أنتقم له».
«أَسقِط السيدا قبل ان يُسقِطَك» هو الشعار الذي اعتمده المنظّمون في لعبة البولينغ. فيقذف اللاعب الكرة لتصيب مجسّمات يفترض أنها تمثّل الفيروس.
تتحدّث مسؤولة قسم الصحة في الجامعة ريتا ضومط عن تفاعل الطلاب مع النشاط: «جميع الطلاب يشاركون اليوم. فنادي الموسيقى ألّف أغاني خاصّة للمناسبة. كذلك أعدّ طلّاب العلوم الفندقية حلوى على شكل الشارات الحمراء، وقالباً من الشوكولا».
بدا من أسئلة الطلاب أنهم مصرّون على معرفة كل التفاصيل المتعلّقة بالفيروس وطريقة انتقاله. فيسأل أحد الطلاب، المسؤولَتين عن لعبة «صح أم خطأ»: «يعني إذا بستعمل الواقي ما بينتقل المرض؟». تبتسم الفتاتان وتهزّ إحداهما رأسها إيجاباً، فيرتاح الطالب للجواب.
إضافة إلى الألعاب، انتشرت في حرم الجامعة ملصقات تحضّ الشباب على الوقاية خلال الممارسة الجنسية، وأخرى كتب عليها رقم هاتف بإمكان الطلاب الاتصال عليه لمعرفة كيفية فحص دمهم مجاناً وبطريقة سرية، لمعرفة إن كانوا مصابين بالمرض أم لا.
وفي الجامعة اللبنانية الأميركية ـــــ جبيل، حمل النشاط شعار «Take the lead and keep the promise»، أو «خذ المبادرة وابق على الوعد». وقد طرحت أسئلة عامّة على الطلاب تتمحور حول الفيروس «لإظهار جوانب جديدة من السيدا للطلاب الذين يعتقدون أنّهم يعرفون الكثير عنه». وقد وقّع الطلاب نوعاً من التعهّد للمساهمة في التوعية عبر الحديث إلى العائلة، والأصدقاء أو كتابة رسائل معيّنة للقيّمين على الحملة العالميّة لمكافحة السيدا أو من خلال التقدّم تصفة متطوّع أو التبرّع لخدمة قضيّة الحدّ من انتشار الفيروس، وما يمثّله الفيروس بالنسبة إليهم وتوجيه كلمة لضحاياه الذين يرزحون تحت ثقل التمييز ضدّهم. وممّا كتبه الطلاب «لا للتهوّر نعم للوقاية»، «الوقاية لأجل 100 مليون سبب»... وقد «لاقى النشاط تجاوباً من الطلاب الذين وجد فيه كلّ منهم ما يمسّ به»، بحسب مسؤولة مكتب الإرشاد والتوجيه رلى الغول.
وعرض في المناسبة فيلم لبنانيّ صغير بعنوان «مرايتي يا مرايتي» وضع الأصبع على الجرح، فعرض التمييز العنصري الذي يواجهه حامل الفيروس والحالة النفسيّة التي يتخبّط فيها. وتزامن النشاط مع توزيع حلوى على شكل شعار مكافحة فيروس السيدا على الطلاب والموظّفين والأساتذة في الجامعة.
أما في الجامعة الأميركية في بيروت، فنظم نادي الصليب الأحمر «ميني ماراتون» للسنة الرابعة على التوالي، بمشاركة عدد من الطلاب والأساتذة والمدعوين. وأكد النشاط ضرورة الوقوف إلى جانب حاملي الفيروس وعدم تهميشهم، فيما حمل المشاركون لافتات كتب عليها: «أؤمن بالعلاقة الجنسية السليمة، قل لا للسيدا، التمييز هو أخطر من السيدا».
من جهتهم، أحيا طلاب كلية الطب في جامعة البلمند يوم السيدا العالمي لإرشاد طلاب الجامعة بشأن أخطار الفيروس وسبل الوقاية منه. وتمنى رئيس الجامعة الدكتور إيلي سالم على الطلاب «القيام بنشاطات أخرى في مجال التحذير من المضار والعادات السيئة مثل المخدرات والتدخين والمسكرات». وكان الطلاب قد وزعوا منشورات تتضمن أبرز نقاط التوعية ووسائل الوقاية لتجنب التقاط الفيروس، إضافة إلى بطاقات مجانية تخولهم إجراء الفحوص الطبية اللازمة.