strong> ليال حداد
يسوّق وائل عثمان ومحمد بتنّاوي برنامجهما الخاص بأجهزة الكومبيوتر بطريقة «وطنية»: «طلاب لبنانيون اخترعوا هذا البرنامج، هنا تكمن أهميته». يعرض الشابان سهولة استعمال هذا «الإنتاج اللبناني» وفوائده: «يستطيع أي شخص موجود خارج لبنان أن يدخل إلى حاسوبه في المكتب أو في البيت إذا كان لديه البرنامج»، وترافق الشرح مع عرض حسي على جهاز كومبيوتر، وهو ما جذب طلاب علوم الكومبيوتر، الذين كثّفوا الأسئلة عن تفاصيل عمل البرنامج. فيهزّ الطالب إيلي خوري رأسه راضياً: «الطلاب اللبنانيون مبدعون، لكن ظروف البلد لا تسمح لأحد بالعمل بالطريقة الصحيحة. أفرح حين أرى مجموعة من الشباب اللبنانيين استطاعت أن تخترع برنامجاً أفضل من البرامج العالمية».
وقد شارك عثمان وبتنّاوي في معرض «التكنولوجيا الحديثة» الذي نظمه القسم الفرنسي في الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا (AUST) تحت شعار «أنت طالب، إذاً انت معنيّ».
تبدو بعض الأجنحة للوهلة الأولى غريبة عن عنوان المعرض، فإضافة إلى شركات المعلوماتية، حضرت منظمتا غرين بيس واللجنة الوطنية لوهب الأعضاء. تشرح المسؤولة عن المتطوّعين في غرين بيس، ياسمين الحلوة، سبب حضور المنظّمة في المعرض، «تلقينا دعوة من إدارة الجامعة، وقد لاحظنا اهتمام الطلاب، فتسجّل أربعة منهم ليصبحوا متطوّعين، كذلك معظم الحاضرين أبدوا حشريّة للتعرّف إلى نشاطاتنا».
أمّا جناح اللجنة الوطنية لوهب الأعضاء، فعرض منشورات تعرّف الطلاب إلى المفهوم الصحيح لعملية الوهب، مرفقة باستمارات بالإمكان ملؤها لمن يريد وهب أعضائه بعد وفاته. أيّد الطالب محمّد العجوز الفكرة، لكنه أبدى تخوفه حين قرأ التفاصيل في الاستمارة.
«هل يملك الشبان والفتيات الفكرة نفسها عن الحرية في لبنان؟»، سؤال طرحته إحدى وسائل الإعلام المشاركة في المعرض. تبتسم الطالبة لينا المرّ وهي تقرأ السؤال وتعلقّ: «أكيد لأ، يعني خيي بيسهر للساعة أربعة الصبح وما حدا بيقلو شي، بس أنا إذا برجع بعد الساعة عشرة بعلق بلسان أهلي على شي أسبوعين».
لكن أكثر ما جذب الطلاب كان جناح إحدى شركات القهوة التي أطلقت مسابقة يعرض فيها الطالب مواهبه أمام الكاميرا، فيدخل الفيديو إلى الموقع ويقوم المتصفحون بالتصويت، فوقف الطالب كارل خوري أمام الكاميرا وبدأ يعرض مواهبه: «أنا مشهور بالجامعة بغنائي ورقصي وعلاقاتي مع الفتيات، وهذه عينة صغيرة من رقصاتي» وبدأ يتمايل أمام المصوّر. أضحك المشهد الموجودين، الذين «صدموا» بجرأة خوري.
وكان سفير بلجيكا في لبنان جوهان فركامين قد افتتح المعرض الذي يستمرّ ليومين، على أن تتخلّله محاضرة للدكتور باسم كرم يشرح فيها التقنيات الجديدة المستعملة في عمليات التجميل.