البقاع الغربي ــ أسامة القادري
"قصر الدكوة"، هكذا يعرفه أبناء المنطقة، لكنه في الواقع معبد روماني لا يُعرف لأيّ إله يعود. أطلق عليه اسم معبد الدكوة نسبة إلى القرية التي يشرف عليها. والدكوة كلمة مشتقة من "دوكايا" التي تعني باللغة السامية القديمة "المكان المقدس".
يعدّ المعبد من أهم المعالم الأثرية والسياحية في البقاع الغربي كونه لا زال بحالة جيدة، خصوصاً أنّ أعمال الترميم التي قامت بها المديرية العامة للآثار في ستينيات القرن الماضي أعادت "بناء" واجهته. فهو لا يزال محتفظاً بشواهده، وجدرانه بكامل حجارتها الضخمة، إضافة إلى إطار السقف المزخرف عند كل زاوية من زواياه، رغم فقدانه للسقف.
المدخل «البروستيلوس» مؤلّف من أربعة أعمدة... ثلاثة لا يزالون بحالة جيّدة. تبدو النقوش المحفورة في ركائزها العلوية بشكل أوراق الورد، على اثنين منها. ولم تستطع الترميمات التي أجريت على العمود الثالث أن تعيد إليه شكله الأساسي، في حين لا تزال الركائز السفلية تحتفظ بصلابتها وشكلها، وتتوزع أمامها ثلاثة مذابح متناثرة. أما العمود الرابع فقد وقع بفعل الحروب أو الزلازل، ليبقى مركناً الى جانب الجدار الغربي للمعبد.
يلي الأعمدة «السيلا» رواق... لم يتبقّ منه إلا حجر ضخم حفرت فيه مسالك متوازية بطول الحجر وبعرض 20سنتم، خصصت لتقوم عليها البوابة الخشبية التي كانت معتمدة آنذاك... تدخل بعدها إلى قدس الأقداس «النيش» حيث يعلو المكان، فوق بوابة صغيرة، يقدر علماء الآثار أنها استحدثت في العهد البيزنطي بعدما أصبح المعبد كنيسة. لتبدو حجارته متآكلة بعض الشيء وتنبت بينها الأعشاب البرية. أما ما يميز هذا المعبد عن بقية المعابد الرومانية، وجود نافذتين صغيرتين متقابلتين ومزخرفتين من الناحية الخارجية في أعلى الجدارين إحداهما غير مكتملة، خصصتا لإنارة قدس الأقداس. والمميز في هذا المعبد أن حجارته لم تستقدم من مناطق أخرى كباقي الهياكل الضخمة. فعلى بعد نحو 50 متراً في منطقة تعلو القصر، يوجد المقلع الذي بنيت منه حجارته وأعمدته بين جبلين صغيرين، ليبقى محافظاً على أطلاله وبعض من تفاصيله. أما من الجهة الشرقية للمعبد جبل صخري حفر في وسطه، بشكل مغر، أربع مقابر صخرية تتوسطها نواويس ثابتة خربتها أيادي المنقبين المتطفلين على الآثار.
المعبد مسيّج بـ «حيطان» حجرية كانت بنتها الدولة في الستينيات، إلا أنّه بسبب غياب الرقابة، انتشرت الأبنية بمحاذاته، ووصلت التعديات إلى سور «القصر» لتشاد عليه زرائب الماعز.