وفاء عواد
مرة جديدة، تعذّر التوافق وجرى التمديد للفراغ 4 أيام. ومرّة جديدة، انتهت اللاجلسة من حيث بدأت، في تكرار لما كان عليه مشهدا اللاجلستين اللتين شهدتهما ساحة النجمة في 25 أيلول و23 تشرين 2: 96 نائباً حضروا، في غياب النائب بطرس حرب.
يطول الانتظار، فيما عدسات الكاميرات موجّهة صوب مكتب رئيس المجلس. النائب مصطفى علّوش يبشّر بأن العريضة المطالبة بتعديل الدستور قدّمت، مذيّلة بتواقيع 10 نوّاب موالين. لكن النائب علي حسن خليل يسارع الى نفي هذه المعلومة. وبسرعة، يصبح خبر العريضة الشغل الشاغل للصحافيين الذين حالت الحواجز دون اقترابهم من النوّاب، فكانت المناداة هي الوسيلة الوحيدة التي اعتُمدت، ولو أن الأجوبة لم تتخطّ عبارات «مش عارف» و«خبر هلأ بمصاري، بعد شوي ببلاش»... ومحظوظ من استطاع أن يجمع كلمات تؤلّف جملة مفيدة.
وحدها «الطبخة» و«السلّة» و«الدستور» كانت كلمات السرّ في الأحاديث المتبادلة بين النوّاب والصحافيين، الى أن انتشر خبر الخلوة التي جمعت الرئيس نبيه برّي والنائب سعد الحريري، في حضور شخص ثالث ظلّ اسمه «حزّورة». يخرج النائب وليد جنبلاط من القاعة العامة التي لازمها وأعضاء كتلته فور وصوله الى المجلس، ويحاول إجراء اتصال لم يوفّره له الإرسال المقطوع. يذرع المسافة نفسها ذهاباً وإياباً 3 مرات، قبل أن يعود قلقاً إلى القاعة.
الانتظار المملّ بقي سيّد الموقف، إلى أن جاءت الكلمة الفصل من الأمانة العامة للمجلس، الساعة الثانية وعشر دقائق، بإعلانها قرار برّي تأجيل الجلسة الى الساعة 12 من يوم الثلاثاء المقبل، دون إرفاق التأجيل بالأسباب الموجبة.
وإذا كان جنبلاط لم ينتظر صدور إعلان التأجيل حتى سارع الى مغادرة المكان، فإن جميع نوّاب «كتلة الوفاء للمقاومة» انسحبوا فوراً، بعد خلوة جمعتهم بالرئيس برّي. وفي باحة المجلس، كان الدخان «الرمادي» يتصاعد: نوّاب «كتلة التنمية والتحرير» يؤكّدون أن «المشاورات مستمرّة». النائب حسن يعقوب يطالب بـ«شبكة أمان». النائب إسماعيل سكريّة يرى أن جلسة الثلاثاء مرهونة بالاتفاق السياسي، وبحلّ «عقدة» الحكومة. والنائب آغوب بقرادونيان يجزم: «ما صار شي».
وفي مقابل امتناع نوّاب «اللقاء الديموقراطي» عن الإدلاء بأي تصريح، غمز النائب الياس عطا الله من قناة «العرقلة الخارجية بإخراجها الداخلي». أنطوان زهرا لم يرِد أن يستبق الآتي بأي توقّعات، إذ «ما من شيء تغيّر في موقف 8 آذار». هادي حبيش يبشّر بإحراز «تقدّم». سيرج طور سركيسيان يشدّد على أن آلية التعديل تتطلّب توافقاً سياسياً. محمد قبّاني مطمئن لأن «الأجواء إيجابية»، لكن موضوع الحكومة «لم ينضج بعد». مصطفى علّوش يرى أن «لا أحد وصيّ على الجمهورية». وكثيرون ردّدوا: «الكل ناطر موقف الجنرال».
وفي مكان ما، كان النائب روبير غانم يراقب ما يدور حوله، وفي جعبته الخبر اليقين: «حضّرت والنائب بهيج طبّارة نصّ عريضة آلية التعديل، التي ستقدّم غداً (اليوم) الى رئيس المجلس، على أن تذيّل بتواقيع 10 نوّاب (5 موالين و5 معارضين)»، و«الرئيس برّي وافق على الصيغة المقترحة»، مشيراً الى استحالة تخطّي الحكومة والى أن «الوزراء المستقيلين سيعودون إليها من أجل هذه الغاية»، وخاتماً بالتأكيد: «يوم الثلاثاء سيشهد جلستين: واحدة للتعديل، فثانية للانتخاب».