غربي بعلبك ــ رامح حمية
بات مديرو المدارس والثانويات الرسمية في البقاع يرزحون تحت عبء مضاعف، لكونهم مطالبين بتأمين المازوت لمنازلهم من جهة ومدارسهم من جهة ثانية، في ظل التأخير في دفع المستحقات المالية للمدارس. فالمديرون أعادوا إلى الأهالي رسوم التسجيل عملاً بقرار الإعفاء الصادر عن وزارة التربية والتعليم العالي، بعد الهبة التي قدّمتها المملكة العربية السعودية. ولكن حصل ما لم يكن في الحسبان، الأموال لم تصل حتى اليوم والمدارس تقع تحت رحمة أحوال الجو.
ويشرح مدير إحدى المتوسطات الرسمية في البقاع معاناة المديرين في تأمين مادة المازوت الخاصة بالتدفئة فقط، فيشير إلى «أنه يترتب علينا أن نحضر المازوت يومياً إلى المدرسة في ظل غياب القدرة الشرائية على التخزين من جهة، وتغييب المستحقات المالية الخاصة بالمدارس والثانويات الرسمية من جهة ثانية». ويقول: «هناك فرق كبير بين أزمة المحروقات في العام الماضي والحالي. فمادة المازوت كانت تؤمّن بالاستدانة من المهربين، وكانت بمثابة عبء بسيط، فقد كنا نسدد الديون من رواتبنا الشهرية، أمّا اليوم، فالمازوت المهرّب ارتفع سعره وتخطّى المدعوم من الدولة، وبتنا عاجزين عن تأمينه للمنازل (صوبيا واحدة)، فكيف يمكن تأمينه للمدرسة التي تضم 10 قاعات دراسية وغرفاً للإدارة والمعلمين؟».
ويُحضر المدير معه يومياً إلى المدرسة أربعة «غالونات» مازوت بقيمة 100 ألف ليرة، أي ما يعادل مليوني ليرة شهرياً، الأمر الذي يخرج عن الطاقة المالية للمدير ويرتّب عليه ديوناً كبيرة. ويلفت المدير «إلى أنّ بعض المدارس تعتمد على صندوق مجلس الأهل الذي يمكن أن يغطي بعضاً من هذه النفقات».
بدوره، يوضح المربي حسين شريف «أنّ متوسطة اليمونة الرسمية تعاني صعوبة تأمين مازوت التدفئة، علماً بأنه يتم الاعتماد منذ بدء العام الدراسي على مخصّصات مجلس الأهل الخاصة بتأمين المستلزمات الضرورية للمدارس، بانتظار دفع المستحقات المالية أو الحصول على تبرعات من أيّ جهة كانت لاستكمال العام الدراسي الجاري».
من جهته، يبدي مدير إحدى المتوسطات الرسمية في غربي بعلبك «استياءه من الطريقة التي تعامل بها المدرسة الرسمية»، ويكشف المدير أنه خلال حفل تكريم مديري المدارس والثانويات الرسمية، وجّه أحد المديرين سؤالاً إلى وزير التربية والتعليم العالي مستفسراً عن المستحقات المالية للعام الدراسي 2005ـ 2006، فكان الجواب: «انسوا الأمر». ويلفت المدير إلى أنّه «نسي أمر المستحقات»، ويبحث حالياً مع مجلس الأهل في البلدة عن إمكان تركيب «وجاقات» في المدرسة، والطلب من كل تلميذ أن يحضر معه يومياً «عود حطب» من منزله.
أمّا مدير متوسطة كفردان الرسمية مهدي البواري، فاعتمد على المخصّصات المالية لمجلس الأهل لشراء المازوت وأمّن حوالى ألف ليتر، ورجّح أن تغطي الكمية حاجة المدرسة حتى عطلة الأعياد الرسمية التي تبدأ في 20 كانون الأول الجاري، وهي قد تمنح المدارس مهلة في انتظار دفع المستحقات. ويوضح البواري أنّه بحث فعلياً مشروع التدفئة بواسطة الفحم الحجري، الذي تبلغ تكلفته للعام الدراسي بكامله حوالى مليوني ليرة. إلاّ أنّ المشروع فشل لعدم وجود السيولة الكافية لتغطية نفقاته، وخصوصاً أن المستحقات المالية للمدارس ما زالت مجهولة المصير».
وفيما رفض الأهالي المعاملة التي يلقاها أبناؤهم، لوّحت الهيئات الطلابية بالإضراب خلال الأيام القليلة المقبلة ما لم يحصلوا على الدفء في قاعاتهم. أمام هذا الواقع البارد، ترضخ قاعات التدريس في المدارس الرسمية لأحوال الجو، وتترقب غرف الإدارة انفراجات بالسيولة سواء قبل الأعياد أو بعدها.