انطون الخوري حرب
يستعرض عضو كتلة «التغيير والإصلاح» النيابية الدكتور نبيل نقولا واقع الوضع الرئاسي اللبناني بعد موافقة فريق السلطة على تعديل الدستور لانتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، ويأسف لعدم وجود برنامج سياسي وإصلاحي أمام قائد الجيش الطامح إلى الرئاسة. كما يدعو إلى الخروج من معادلة الحريري أو لا أحد، لافتاً إلى غنى الطائفة السنّية برجالات الدولة.
ويبني نقولا على دور قائد الجيش في السنوات الأخيرة من حيث التماسك وحفظ الأمن والحياد السياسي، وهذا الدور الوطني مطلوب مسيحياً، لكن المسيحيين يريدون الدخول إلى حقبة المستقبل بنجاح دون تكرار السلوكيات السابقة في الشأن العام، التي أوصلت الدولة والمجتمع إلى الوضع الحالي.
ولذلك، فالرئيس المطلوب يتطلب شخصية قوية وبرنامجاً للمستقبل وحلولاً للحاضر، وهذا الرئيس هو الذي فوّضته طائفته إخراجها من التهميش التاريخي المزمن. و«التنازل عن هذه المهمة التاريخية سيكون سابقة خطيرة».
ويؤكد النائب العوني أن الشارع المسيحي مرتاح لخيار العماد سليمان لكنه يحذّر من التعديلات الدستورية، فالخوف أن يكون هذا التعديل نقطة ضعف تستعمل ضد سليمان نفسه.
ويأسف نقولا لعدم وجود برنامج سياسي جامع أمام العماد سليمان، ويزيد في أسفه إضعاف قدرة رئيس الجمهورية على اتخاذ قرارات نافذة. لذلك، فإن التيار الوطني الحر يطالب مسبّقاً بإعطاء رئاسة الجمهورية صلاحيات حتى لا يكون الرئيس سفيراً لأي من الأطراف»، مشيراً إلى أن مهمة سليمان في الرئاسة «ستكون سياسية لا عسكرية، أو لن يكون له مهمة، ولا سيما أنه لا يأتي من قاعدة شعبية خاصة مع برنامج وصلاحيات مما يدفعنا إلى الخوف من الفشل».
ويضيف نقولا قائلاً: «نريد للعماد سليمان أن يكون رئيساً للحل لا للفشل، وأعتقد بأنه هو أيضاً يدرك هذا التحدي».
ويبدي اعتقاده بأن على سليمان أن «يتسلّح بمؤيدي التوازن والاستقرار الوطني لكي يقطع الطريق على من يريد مزيداً من الإحباط للمسيحيين».
وعن هدف مبادرته التي طلب فيها انسحاب آلية التوافق على الرئاسة التي طرحها فريق السلطة على رئاسة الحكومة أيضاً، يطرح نقولا الخروج من مقولة الحريري أو لا أحد، وخصوصاً أنّ الطائفة السنّية غنية برجال الدولة الذين لا يوافقون على سياسة الحريري، ويجب الاستماع اليهم، وليكن التوافق محققاً أيضاً في الطائفة السنية. ويضيف نقولا: «هكذا تكون الندية في التعامل آلية للوصول الى أشخاص توافقيين في كل المواقع. ولو كانت رئاسة المجلس النيابي شاغرة، لشملها هذا الطرح».
وعن تفاؤله بمبادرة عون التي أُحيِيَت بعد طرح اسم العماد سليمان، يستنتج نقولا أنه رغم رفضها الفوري من جانب فريق السلطة فإنه بعد تسمية سليمان استعيد الأمل بها، «لكن الحذر سيد الموقف».