strong>بسام القنطار
شمس ساطعة ظللت مسيرة يوم أمس التي نظمتها «رابطة الناشطين المستقلين» لمناسبة «اليوم العالمي ضد تغير المناخ»، لمطالبة كل الدول باتخاذ خطوات جدية وفعالة للحد من هذه المشكلة العالمية.
كان يمكن المسيرة أن تكون أكبر... كثر فوّتوا فرصة رفع الصوت من أجل قضية تطال كل واحد منا. حتى الصيادون المنتشرون على شاطئ عين المريسة في النقطة الأكثر تلويثاً في شاطئ العاصمة لم ينضموا إلى المسيرة، رغم أن تغير المناخ كفيل بالسماح للبحر بأن يبتلع أحفادهم بعد نصف قرن.
المسيرة التي شارك فيها حوالى 2000 شخص عبرت رصيف شاطئ عين المريسة لمسافة 3 كلم. وحمل المشاركون والمشاركات لافتات كُتبت عليها عبارات مثل «تحركوا ضد تغير المناخ»، «لا للنفط»، «عمول منيح وما تطوّف البحر». ورفع طلاب المدارس لافتات تحمل العلم اللبناني وقد وضعت بدل الأرز سمكة، كما اختار أحدهم السمكة الهوليوودية الشهيرة NEMO مرشحة لرئاسة الجمهورية.
وائل حميدان المدير التنفيذي لرابطة الناشطين المستقلين قال لـ«الأخبار» إن الرابطة سعيدة جداً بنجاح الحدث رغم كل الظروف التي يمر بها لبنان، وهذا التحرك هو دليل على قلق الشعب اللبناني من آثار تغيّر المناخ المستقبلية. وأمل «أن يأخذ الرئيس الجديد وكذلك الحكومة الجديدة هذه القضية في الاعتبار ويجعلها من الأولويات، وخصوصاً أنه جرى تصنيف مشكلة تغير المناخ من جانب الأمم المتحدة كأكبر مشكلة تواجه العالم في الألفية الجديدة، وشبّهت آثارها بآثار حرب نووية عالمية».
وفي حديث خاص بـ«الأخبار» أثناء مشاركته في المسيرة، أكد السفير الدانمركي في لبنان جان توب كريستنسن «أن هناك فرصة جدية من أجل وقف تغيّر المناخ الذي يصيب كل الدول دون استثناء ويتأثر به الفقراء أكثر بكثير من الأغنياء». وأضاف: «ستستضيف الدانمرك القمة العالمية عن تغيّر المناخ عام 2009 ونحن نعمل بكل الوسائل المتاحة من أجل ضمان نجاح هذه القمة في تبني بروتوكول جديد، ونحن نفتخر بأننا من أكثر الدول سعياً لتبني الطاقة المتجددة، ولقد باشرنا ذلك في الدانمرك ونحتل المرتبة العالمية الأولى على صعيد إنتاج المراوح الهوائية المولّدة للطاقة».
وأعرب السفير عن سعادته بـ«وجود مجتمع أهلي لبناني يطالب بالحد من تغيّر المناخ»، آملاً أن يجري انتخاب رئيس جديد وتأليف حكومة، لأن واحدة من المهمات الأساسية المكلف بها كسفير هي إقناع الحكومة اللبنانية بجدوى توقيع برتوكول جديد في قمة كوبنهاغن عام 2009، حيث ستسعى هذه القمة إلى الوصول إلى اتفاقية جديدة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة بعد انتهاء التزامات اتفاقية كيوتو في 2012.
كما حضرت المناسبة سفيرة بريطانيا في لبنان فرانسيس ماري غاي في ظل غياب أي شخصية سياسية لبنانية. وفي هذا الشأن يؤكد حميدان أن الرابطة «حرصت على دعوة كل الأحزاب اللبنانية الى المشاركة في المسيرة، وقمنا بزيارات إلى اللجان البيئية في الأحزاب اللبنانية الذين وعدوا بالمشاركة لكن أحداً منهم لم يحضر».
وتضمّنت المسيرة توزيع معلومات عن تغير المناخ، كما جرى توقيع عريضة تطالب جامعة الدول العربية بوضع مشكلة تغير المناخ في رأس الأولويات.
ووصفت سوزان تلحوق التي تولت التنظيم المسيرة بأنها «أكبر تحرك بيئي في تاريخ العالم العربي». وأضافت «إن الدول العربية، بخلاف بقية دول العالم، لا تعطي هذه المشكلة الأهمية التي تستحق. وللأسف بعض الدول العربية الغنية بالنفط مثل المملكة العربية السعودية كانت تعوق مفاوضات تغير المناخ في إندونيسيا لأنهم لا يريدون أن يوقف العالم إدمانه على نفطهم».
في عام 2008 ستُعقد قمة عربية استثنائية لمناقشة الشؤون الاقتصادية والتنموية في العالم العربي. وترى رابطة الناشطين المستقلين هذه القمة فرصة كبيرة لجامعة الدول العربية لتأخذ خطى فعّالة لحل مشكلة تغير المناخ ولدعم معاهدة دولية جديدة عام 2009.