strong> ايمن فاضل
نفّذ عدد من سكان الضاحية الجنوبية اعتصامات في محلة المشرفية وكنيسة مار مخايل والكفاءات والمريجة، وعمدوا الى قطع بعض الطرق بالإطارات المشتعلة احتجاجاً على الانقطاع المستمر في التيار الكهربائي. وجاءت هذه التحركات الاحتجاجية في وقت أعلنت فيه مؤسسة كهرباء لبنان عن حادث تعرّضت له إحدى المجموعات في معمل الزهراني فجر أمس أدّى الى «صدمة» أوقفت كل المعامل، وأدّت الى انقطاع تام للتيار في جميع المناطق، وليس فقط في الضاحية الجنوبية.
وقالت مصادر مسؤولة في المؤسسة لـ «الأخبار» إن ورش الإصلاح استمرت حتى الليل بالعمل على إعادة الوضع الى ما كان عليه قبل الحادث، وقد تدخّلت الإدارة لإعطاء الضاحية معدلات تغذية أكبر من المناطق الأخرى خارج بيروت الإدارية، إذ بدأت مساءً بتغذية 75 في المئة من مناطق الضاحية، فيما المعدّل كان 50 في المئة في المناطق الأخرى.

بدء الاعتصام

واحتجاجاً على هذا الواقع، تجمع عدد من المواطنين في محلة المشرفية، وقام عدد من الشبان بجمع الإطارات ثم أحرقوها بعد ازدياد عدد المعتصمين. وبالتزامن مع بدء إشعال الإطارات في تقاطع المشرفية قامت مجموعة صغيرة في منطقة معوّض بالتجمّع قرب كنيسة مار مخايل محاولة قطع الطريق وتحضير الإطارات، فتدخّل الجيش اللبناني وقام بتفريقها طالباً من أفرادها الالتحاق بالاعتصام القائم في المشرفية.
وقال أحد المعتصمين إنه منذ نحو الأسبوعين تطبِّق شركة كهرباء لبنان سياسة تقنين قاسية في مناطق الضاحية، ووصل التقنين الى ذروته في الأيام الأربعة الماضية، فلم تحصل مناطق الضاحية خلال هذه الفترة إلّا على 6 ساعات من التغذية بالتيار الكهربائي طوال الـ24 ساعة، كما يتم تزويد المنطقة بالكهرباء بعد منتصف الليل ولغاية الساعة السادسة صباحاً، فيما تنقطع نهاراً وفي ساعات الذروة، ما يؤثر سلباً على النشاطات الاقتصادية والاجتماعية لأهالي المنطقة، ويضيّق الخناق على التلامذة، وخصوصاً أن معظم المدارس والجامعات تنظّم الامتحانات في فترة ما قبل عيدي الميلاد ورأس السنة.
وبعد مرور ما يقارب ساعة تدخّلت مجموعات من «الانضباط» التابع لحزب الله، فقامت بتطويق التجمّع وطلبت من المحتجّين التفرّق، وذلك في ظل غيابٍ تام لأي من عناصر قوى الأمن الداخلي أو الجيش، وأفاد بعض الشهود أن بعض سيّارات الأمن الداخلي مرّت قرب مكان حرق الإطارات لكنها تابعت طريقها ولم تتدخّل ولم تحاول تفريق المتظاهرين.

مؤسسة الكهرباء

من جهتها، أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان أنه، «حوالى الساعة الرابعة والربع من فجر أمس، وبعد قيام الشركة المشغلة لمعمل الزهراني بتوقيف المجموعة الغازية الرقم (1) مع مرجلها لإجراء الكشف وبعض التجارب الضرورية على نظام الحمايات التابع لها، وأثناء إجراء مناورة على التغذية الثانوية من أجل إعادة تشغيل هذه المجموعة انفصلت المجموعة الرقم (2) التي كانت في الخدمة مع مرجلها، الأمر الذي أدى الى فقدان فوري لقدرة 200 ميغاواط انتاج عن الشبكة. ونتيجة لذلك، حصل تدنٍّ سريع للذبذبة، ما أدّى الى انفصال مجموعات التوليد الأخرى في معامل كل الإنتاج، الذوق، الجية، دير عمار، صور وبعلبك».
وأضاف البيان إن المؤسسة أعادت الوضع تدريجاً الى ما كان عليه في معامل الإنتاج، باستثناء المجموعة الرابعة في معمل الذوق التي نتج من توقفها عطل طارئ، حيث لا تزال الفرق الفنية تعمل جاهدة على إصلاحه لإعادة وضع هذه المجموعة في الخدمة». من جهة أخرى، لفتت المؤسسة «انتباه الجميع، الى أن التعديات المفرطة على الشبكة الكهربائية من جانب بعض المواطنين المستفيدين من الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد تساهم في تفاقم أزمة التقنين وتؤثر سلباً على منشآت المؤسسة، ولا سيما من احتراق محولات وسرقة كابلات».