عفيف دياب
يشدّد الحزب التقدمي الاشتراكي على الاستمرار في «المنطق التصالحي» مع المعارضة الذي عبّر عنه رئيسه وليد جنبلاط في «تواصله» الهاتفي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.
ويؤكد أكثر من مسؤول في الحزب أن مواقف جنبلاط الأخيرة لم تكن سوى «تحفيز لتطوير الحوار الكمّي والنوعي مع قوى في المعارضة» تحت ضغط الهواجس الداخلية.
وفي هذا السياق يؤكد النائب وائل أبو فاعور لـ«الأخبار» أن اتصال جنبلاط ببري هو «رسالة إيجابية» وأنه «بادر (أول من) أمس إلى التحدث مع رئيس مجلس النواب بهدف تنشيط الحوار أكثر بين 8 و14 آذار»، آملًا أن «يتجاوب الرئيس بري مع هذه المبادرة لإحداث إيجابيات في الوضع السياسي والوقوف خلف الجيش اللبناني ومساندته وتأمين الحصانة له».
أبو فاعور، الناشط على أكثر من جبهة اتصالات سياسية، لا يجد موانع تحول دون عقد لقاء بين بري وجنبلاط، ويقول: لا شيء يمنع لقاء بري وجنبلاط، وموقف بري بعد تلقّيه الاتصال الهاتفي الأخير من جنبلاط كان إيجابياً، ونأمل أن تتطور هذه الإيجابية»، موضحاً أن قوى 14 آذار «قدمت كل ما لديها من أجل الوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وعلى قوى 8 آذار أن تلاقينا، فنحن أقدمنا على مجموعة خطوات إيجابية لا تنازلات كما يحلو للبعض أن يسميها».
وجدّد أبو فاعور «إجماع قوى 14 آذار» على الخروج من الفراغ الرئاسي في أسرع وقت لأن «أخطار استمرار الفراغ تطال الجميع وليس فريقاً دون آخر»، معتبراً أن الجدل حول كيفية الخروج من الفراغ وانتخاب رئيس هو «جدل سياسي لا دستوري»، ومبدياً استعداد قوى الأكثرية للبحث في «سلة تفاهمات سياسية متكاملة بعد انتخاب رئيس، لأن الخروج من الفراغ الرئاسي هو الأولويّة».
وفي قراءة المعارضة لحركة جنبلاط يرحّب المسؤول في التيار الوطني آلان عون بـ«إيجابية» جنبلاط ويراها «بداية الوصول إلى قاسم مشترك بين جميع اللبنانيين ومدّ جسور تواصل». ويقول لـ«الأخبار» إن «خطاب جنبلاط السابق كان صدامياً لا يؤدي إلى حلّ، وخطابه الإيجابي الأخير يفتح باب التلاقي»، مجدّداً استعداد التيار الوطني للحوار مع «الأكثرية ومن ضمنهم النائب جنبلاط، ونحن لا مشكلة لدينا في اللقاء مع جنبلاط أو غيره من قوى الأكثرية».
ويضيف عون عن لقاء العماد عون وجنبلاط بعد تمني الرئيس بري على الموالاة التحاور مع العماد عون، أن «اللقاء الخاص مع جنبلاط وارد، ونحن في الأساس مستعدّون للحوار مع كل الأكثرية، وتمني الرئيس بري لا يهدف إلى القول إن المشكلة معه انتهت وعليكم حلّها مع العماد عون، فالرئيس بري يعرف أن الحل ليس فقط دستورياً بل هو أيضاً ذو جوانب سياسية». وقال: «جزء من المطالب حلها عندنا، لكن هذا لا يعني أن الفريق الآخر من المعارضة لا مطالب عنده أو أنه اتفق عليها مع الأكثرية، وأن المطلوب التفاهم مع الطرف الآخر من المعارضة الذي هو التيار الوطني، مما يؤكد أن الحل لا يحصل إلا عبر الحوار ونحن جزء منه».