البدّاوي ــ عبد الكافي الصمد
تجمّع أمس طلاب الرّوضات والصفوف الدّراسية الأولى مع أهاليهم المقيمين في مدارس الأونروا في مخيّم البدّاوي، احتجاجاً على تردّي خدمات الأونروا وعدم تنفيذها وعودها، ما أدّى إلى إغلاق مكاتبها بالكامل داخل المخيّم.
وأتت الخطوة التصعيدية في باحة مدرسة النّاصرة، بعد يومين من الإضراب العام الذي دعت إليه الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية في الشّمال، بحيث رفع المعتصمون لافتات كُتب عليها: «لا أريد وعوداً كاذبة»، «من حقّي أن يكون لي وقت مُحدّد للدّراسة»...
ارتدى التلامذة «مراويلهم»، وساروا في تظاهرة شقّت الشارع الرئيسي للمخيّم، وصولاً إلى ملعب عمر كمال عند الطرف الشّمالي منه، الذي بنت فيه الأونروا مدرستين جاهزتين لطلاب المخيّمين. وفيما كان النازحون ينفذون اعتصامهم، كان مدير مشروع إعادة إعمار مخيّم نهر البارد في الأونروا هنري أبو عمر يعقد اجتماعاً موسعاً مع مسؤولي فصائل المقاومة واللجان الشعبية الفلسطينية في الشّمال للتداول في المخارج المقترحة للأزمة، ولإنهاء حالة الإضراب العام التي تشلّ عمل الأونروا في المخيّم.
وكانت لافتة الخطوة التي قام بها فتى لا يتجاوز عمره عشر سنوات حين اقترب من الوفد قائلاً: «لماذا لا تدعون شباب المخيّم العاطلين من العمل يساعدونكم في إعادة الإعمار، وبأجور زهيدة؟»، فما كان من أحد الحاضرين إلّا أن قال معلّقاً: «يبدو أنّ هذا الولد بيفهم أكثر من الأونروا!». إلا أنّ الاجتماع انفضّ من دون التوصل إلى أيّ نتيجة، وانسحب منه ممثلو الفصائل تباعاً، إذ علق مسؤول حركة فتح ـــــ الانتفاضة في الشّمال خليل ديب: «الاجتماع كان عبارة عن إعطاء وعود جديدة، إلا أنّنا لن نتراجع عن الإضراب قبل تلبية مطالبنا».
وأوضح مسؤول حركة «حماس» في الشّمال أبو ربيع الشّهابي أنّ «مطالبنا تتمثل في بناء مساكن مؤقتة للنّازحين، وخروجهم بكرامة من مدارس الأونروا قبل عودة الطلاب إليها، وبناء مدرسة جديدة في مخيّم نهر البارد، وعدم القبول بنظام الدوامات الثلاثة المتّبعة حالياً في المدارس الجاهزة، الذي يمتد حتى السابعة ليلاً».
ولفتت أوساط فلسطينية لـ«الأخبار» إلى أنّ «الاجتماع كان مقرّراً عقده في فندق كواليتي ـــــ إن في طرابلس، إلّا أنّ مسؤولي الفصائل رفضوا، واشترطوا عقده في مخيّم البداوي، وأنّ الاجتماع فشل لأنّ مسؤول الأونروا أبلغنا أنّه آت للاستماع إلى مطالبنا، قبل نقلها إلى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، إلا أنّ الردّ أتاه بأنّ المطالب قُدّمت أكثر من مرّة، وأنّه إذا لم يكن هناك حلول مقترحة من الأونروا، فلا داعي للاجتماع».
وأشارت الأوساط إلى أنّ هناك 189 شقّة معروضة للإيجار في الجزء الجديد من مخيّم نهر البارد، وعقارين معروضين للإيجار أيضاً في جوار المخيّم، غير أنّ الأونروا تماطل في الموضوع.
وإذ أوضحت الأوساط أنّ وفد الأونروا «حاول أن يلعب على التناقضات الفلسطينية الداخلية، من أجل تبرير عجزه، فإنّ الموقف الحازم للفصائل أفشل مسعاه، وخصوصاً أنّ الإضراب العام سيمتد وصولاً إلى إقفال مدارس الأونروا الثلاث في مدينة طرابلس، قبل أن نقوم بخطوة تصعيدية أكبر، وذلك بمنع سيّارات وموظفي الأونروا من دخول المخيّم نهائياً إذا لم تتحقق المطالب».