strong> ليال حداد
يرفض طلاب المدينة الجامعية في الحدث الاستسلام لمصيرهم. يحملون اللافتات، يطبعون المناشير، يستجمعون غضبهم المكبوت، وينزلون بها إلى ساحة كلية العلوم. «نحن ندرك أننا فقراء، لكن لن نتنازل عن حقوقنا البديهية في جامعتنا»، تقول الطالبة ميريام عيسى. طلاب الحدث اعتصموا أمس، احتجاجاً على ضرب عرض الحائط بمطالبهم. يصرخ أحد الطلاب من المنبر: «ما بدنا نمشي ساعات حتى نوصل عالقاعات»، «ما بدنا جنون الإرهاب، بدنا مساكن للطلاب». يردّد المعتصمون المطلبَين بأصوات مرتفعة «علّ وعسى تسمع الإدارة شيئاً من هذه النداءات، ويتنازل المسؤولون عن عروشهم ليعرفوا حجم ما نعانيه».
ودعا الطلاب إلى تأمين النقل من مدخل المجمّع إلى الكليات، ممرات مسقوفة تقي الطلاب حرارة الشمس و«بهدلة» الأمطار، وتجهيز سكن الطلاب بالمستلزمات الأساسية. تعدّد الطالبة في كلية الهندسة ـــــ الفرع الثالث هدى غملوش التجهيزات الناقصة في سكن الطلاب بلهجة ساخرة: «ناقص براد وغاز وسخّان ميّ، يعني إسألي شو الموجود». تتوقّف غملوش عن الكلام لتستمع إلى نكتة أحد الطلاب الغاضبين: «هل عرفتم أن إدارة الجامعة تنظم ماراتون من مدخل المجّمع إلى كلية الهندسة؟ لكن نحن لن نستطيع المشاركة، لأننا نحتاج إلى قوارب مطاطية إذا كان الطقس ماطراً». تعلو القهقهات ويشرع الطلاب بالتصفيق بشكل هستيري: «الإدارة ما بتفهم إلا بهيدي الطريقة»، يعلّق أحد الطلاب، الذي كان يوزّع منشوراً كتب عليه: «المدينة الجامعية بالشتوية.. صرنا طلاب البحرية... وتحت الميّ...أنا ماشي».
طلاب كلية الصحة هم أيضاً سخروا من واقعهم، فحملوا اللافتات التي كتب عليها: «في بحر كلية الصحة في الشتاء» وتصوّر الكلية على أنها جزيرة، إضافة إلى لافتة أخرى رسمت عليها صورة عبوة شامبو وعليها عبارة «عرض خاص، تعلّم وتحمّم 2 IN 1 في كلية الصحة».
وتحدّث خلال الاعتصام رئيس مجلس طلاب الفرع الثالث في كلية الهندسة مهدي نور الدين الذي عدّد المطالب الثلاثة الأساسية، وطالب بتأمين الإنترنت لطلاب الكلية «وإلّا فكيف سنقوم بالمشاريع المطلوبة منّا؟». تشابهت كلمة نور الدين مع كلمة رئيس مجلس طلاب كلية الصحة حسن علاء الدين الذي شدّد على ضرورة تأمين سكن لائق للطلاب لأن طلاب «الصحة» يأتون من كل لبنان إلى الحدث.
أما «نجم» الاعتصام فكان رئيس مجلس طلاب الفرع الأول في كلية العلوم فضل الموسوي الذي قدّمه أحد الطلاب بعبارات «التفخيم»، وتحدث الموسوي بلهجة تحذيرية رفض فيها إهمال الإدارة واستشهد بمنظر هرة اختبأت في يوم ماطر خلف أحد جدران المجمّع، «لكن نحن الطلاب الفقراء لا جدار ولا سقف يحمينا من المطر».