وفاء عواد
برز بعد اغتيال مدير العمليات في الجيش اللواء فرنسوا الحاج عنوانان لمعظم ردود الفعل الغربيّة والمحليّة، وتحديداً الأميركية و«الأكثرية»: شجب الجريمة، ونقد «إقفال» مجلس النواب. مع الإيحاء بأن الثاني سبب للأولى، وأن المسؤولية تقع تحديداً على رئيس المجلس نبيه بري «الذي لا يُفرج عن المفتاح»، مع أنهم كانوا «يضعون» هذا المفتاح في سوريا أو إيران أو محورهما.
والسبب في هذا التركيز على المجلس ورئيسه، في رأي النائب حسن يعقوب، هو وجود «خطة لتهديم كل المؤسّسات»، مدرجاً في هذا السياق: «عملية الاستئثار بالحكم، خلال الفترة الماضية، التي أنتجت فراغاً في سدّة رئاسة الجمهورية، التشكيك في دور مجلس النواب، واستهداف الجيش من خلال اغتيال فرنسوا الحاج في محاولة لزعزعة المؤسّسة الضامنة لاستقرار البلاد».
ويرى أن كل ذلك ليس إلا لتكريس فكرة «التوازن بين لاشرعية الحكومة، وما يقولونه عن تعطيل مؤسّسة مجلس النواب»، مبدياً خشيته من أن يكون كل ذلك لـ«إطالة عمر الحكومة، ولا سيما بعد بدء الحديث عن اتجاه لتعيين بدلاء من الوزراء المستقيلين والوزير الراحل بيار الجميل».
ولمواجهة ذلك، يدعو يعقوب إلى «رفع الغطاء كلياً عن الحكومة اللاشرعيّة»، و«استنفار كل قوانا التصالحيّة، حتى لا نبقي لبنان في آخر قاطرة من قطارات الحل، وهو الذي لا يحتمل الانتظار والاستنزاف».
بدوره، يصف النائب علي بزّي التصويب على المجلس ورئيسه بأنه «تكرار مملّ»، وخاصة أن الرئيس برّي هو «الوحيد بين الزعماء السياسيين الذي أطلق الكثير من المبادرات لإيجاد تسوية سياسية للأزمة»، ومن قام بتعطيل كل المبادرات «معروف».
وإنعاشاً لذاكرة المعنيين، يسترجع بزّي «مبادرة بعلبك التي خلقت حركة سياسية على كل المستويات، وتوّجت بالمبادرة الفرنسية»، ليضيف: «تعاطينا بكل إيجابية ومسؤولية وطنية، من أجل التوصّل إلى حلّ ينقذ لبنان. وكان سعينا منصبّاً على إنجاز الاستحقاق الرئاسي بمرشح توافقي، كي لا يحصل ما حصل من فراغ»، لافتاً إلى أن برّي كان «مطمئناً»، في الجلسة النيابية ما قبل الأخيرة، الى إنجاز الاستحقاق، ولكن «الفريق الآخر هو الذي يرفض حتى الآن الاقتراحات والمخارج لآليات التعديل الدستوري»، وهو الذي «استمهل لتوقيع العريضة النيابية من أجل مشاورة الحلفاء، وبالتحديد بناءً على طلب النائب سعد الحريري».
ولا يتردّد بزّي في تذكير مستهدِفي المجلس بالمثل القائل «اللي بيتو من زجاج ما يراشق الناس بحجارة، و هم يعرفون تمام المعرفة أن بيوتهم هم من زجاج»، قائلا:ً «هذه اللغة لم تنفع ماضياً ولا تنفع حاضراً. أما المستقبل، فلن يكون إلا للتوافق والشراكة وصيانة السلم الأهلي وتحصين الوحدة الوطنية والميثاق الوطني والعيش المشترك».
ويختم بزّي بالتأكيد أن المعارضة «ما زالت مصرّة على التوافق حول قائد الجيش مرشحاً للرئاسة، وعلى ضرورة التفاهم السياسي الذي تمّت مقاربته في الأيام الأخيرة وما زال ينتظر الضمانات وحوار الموالاة مع العماد ميشال عون».