استغل كل من محمد عبد الله (سوداني الجنسية) وسعد قاسم (عراقي الجنسية)، اللذين يعملان بفندق في محلة الكحالة، غياب النزيلة الإماراتية آمنة ش. عن غرفتها، واتفقا على سرقة مجوهراتها وأموالها، فتمكنا من دخول غرفتها بواسطة مفتاح بعد توجهها برفقة صديقتها إلى أحد المطاعم لتناول العشاء. وتمكن المتهمان من سرقة خزنة تحوي في داخلها ما يقارب 21 ألف دولار، فضلاً عن مصاغ ومجوهرات مرصعة بالألماس.لكن المثير في عملية السرقة أنها نفذت مع خطوات تمويهية. فقبل السرقة، عمد الفاعلان إلى فتح باب الغرفة المسروقة بواسطة مفتاح، وتولى أحدهما سرقة الخزنة، فيما تولى الآخر فتح أبواب بعض الغرف الأخرى ومعالجتها بقصد التمويه، حسب ما تبين للمحققين الذين عاينوا مكان السرقة. واكتشف المحققون أن الدخول إلى الغرف كان بواسطة مفتاح، ومن ثم عمد الفاعل إلى إخراج لسان القفل ليبدو الأمر كأنه كسر وخلع. وبالتالي فإن التمويه كان معداً لإبعاد الشبهة عن العاملين في الفندق، وإظهار السرقة كأنها من فعل غرباء عنه. وعمد السارقان إلى سرقة أجهزة هواتف من الفندق إلى جانب الخزنة، ورميت جميعها في حرش قريب، بعد إفراغها وإخفاء محتوياتها فوق الأسقف المستعارة لحمامات المطعم المرفق بالفندق، إضافة إلى وضع بعض المجوهرات والأموال المسروقة داخل كيس أسود على سطح المطعم، بين أكياس من الفحم الحجري.
الخطوات التمويهية لم تنفع الفاعلَين، إذ استُجوب محمد الذي بدا الارتباك والاحمرار على وجهه، والذي تمنّع وتهرب من الإجابة عن بعض الأسئلة، لكنه أقر لاحقاً بقيامه هو وسعد بالسرقة المذكورة. فبعد الاستعانة باختصاصي ترجمة، لكون محمد خفيف السمع ويعرف بحركات الشفاه، اعترف الأخير بأنه هو من سرق الخزنة الحديد من غرفة آمنة برفقة زميله. وشرح آلية الاتفاق على السرقة مع سعد، حيث إنه في تاريخ حصول السرقة كان الأخير في يوم عطلة، لكنه حضر في الليل بناء على اتفاق مسبق. وبوصوله إلى الفندق، كانت آمنة وصديقتها لا تزالان موجودتين، ولما غادرتا قاما معاً بخلع باب غرفة آمنة بواسطة مفك تم ضبطه، ثم قاما بمعالجة باقي الأبواب للتمويه. بعدها أخذ محمد الخزنة من الغرفة وأخفاها على السطح، ثم غادر سعد. وأقر محمد بأنهما سرقا الهواتف النقالة ورمياها في الحرج للتمويه.
وبعد توقيف سعد، أرشد محمد القوى الأمنية إلى مكان المسروقات التي كانت مخبأة فوق السقف المستعار، فعُثر على مجوهرات وأموال. كما عثر على بعضها على سطح المطعم، فيما عثر داخل الحرش على الخزنة مخلوعةً، وعلى كيس آخر في الجهة المقابلة من الحرش في داخله الهواتف المسروقة وقفازات وسكين ومفك رانش استعملت في السرقة.
وعليه، قضت محكمة جنايات جبل لبنان غيابياً بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة بحق المتهمين وفقاً لجناية 639/640 من قانون العقوبات.
(الأخبار)