حزين ــ علي يزبك
استقبلت حزّين جثمان الشهيد الرقيب أول خير الله هدوان، بالزغاريد والدموع ونثر الأرز، حيث أقيمت مراسم تشييع حاشدة وسط هطل غزير للأمطار.
وقد نقل جثمان الشهيد الذي قضى في جريمة التفجير في بعبدا مع اللواء فرنسوا الحاج، صباحاً إلى البلدة من المستشفى العسكري في بيروت، في موكب رسمي وشعبي حاشد مهيب إلى المحطة الأولى في منزل والده وسط البلدة حيث كان في استقباله الأهل والأقارب، ولا سيما والدته وزوجته وأبناؤه الثلاثة، وأدت له ثلة من رفاق السلاح التحية العسكرية.
وبعدما سجي النعش الذي لف بالعلم اللبناني لبعض الوقت داخل المنزل، نقل إلى حسينية البلدة، حيث أُقيم له حفل تأبيني بمشاركة النواب مروان فارس، نوار الساحلي، حسين الحاج حسن، حسن يعقوب وجمال الطقش، العقيد الركن نجيب الخطيب ممثلاً قائد الجيش وممثلون لمديري الأمن الداخلي والأمن العام ومخابرات الجيش وممثلون عن حركة أمل والتيار الوطني الحر وحزب الله وفاعليات وضباط ورجال دين.
وألقى الخطيب كلمة أكد فيها أن «الأوطان لا تبنى وتصان إلا بالتضحيات والدماء، وعظمتها مستمدة من عظمة رجالها الأشداء المؤمنين بسمو القيم والمبادئ وقدسية الرسالة. وتعلمنا أيضاً أن شرف الانتماء للوطن لا يستحق إلا البذل والعطاء والاستعداد الدائم للتضحية دفاعاً عن الأرض والشعب والمقدسات». ثم قلد الخطيب الشهيد ثلاثة أوسمة عسكرية تقديراً لعطاءاته وتضحياته.
بدوره رأى النائب حسن يعقوب في استهداف الحاج وهدوان استهدافاً للمؤسسة العسكرية، الضامن الأساسي لعملية الاستقرار واستمرار مسلسل الإرهاب، لأن هذه العملية إرهابية بامتياز، وخصوصاً العميد المستهدف. وكان أحد الذين قارعوا الإرهاب وقاتلوه في نهر البارد. وأكد أن في الاستهداف رسالة للتوافق السياسي الذي توصل إلى اسم قائد الجيش العماد ميشال سليمان، وضرباً للعقيدة القتالية للجيش الذي كان الحاج أحد معتنقيها ورموزها، وهو الذي رفض الضغوط الإسرائيلية وتعرض لمحاولة اغتيال، بتفجير الاحتلال الإسرائيلي سيارته.
وأضاف: «نحن مطالبون أكثر من أي وقت مضى بالتآزر والتقاط مصيرنا بأيدينا وتجاوز الصغائر حتى نخرج لبنان مما يتعرض له من تشظٍّ نتيجة اللهب والأعاصير التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط». وختم: «إن الجو القائم هو العمل على بناء شبكة أمان تترافق مع العهد الجديد حتى تحصنه من النتائج السلبية وتداعيات مرحلة الانقسام الحاد الذي كان يعصف بالبلد خلال أكثر من عامين».
وتحدث الحاج حسن فأكد «أن الجيش اللبناني ودوره الوطني أكبر من هذه الجريمة المؤامرة، وأن المقاومة التي دافعت عن لبنان إلى جانب الجيش ماضية بالدفاع إلى جانب الجيش اللبناني. والمعارضة ترى الجيش رمزاً لوحدة البلد والدفاع عن عقيدته القتالية في حفظ السلم الأهلي، وهي اليوم حريصة على الوصول إلى رئيس توافقي وتوافق في سلة متكاملة وواضحة ومضمونة تؤهل إلى الانطلاق من الأزمة إلى وضع الحلول التي تبدأ من انتخاب رئيس إلى حكومة وحدة وطنية وشراكة كاملة في الإدارات والمؤسسات الرسمية والوزارات».
وأكد «العزم على الدفاع عن لبنان بوجه العدو الصهيوني وعلى وحدة الجيش والمقاومة للخروج من هذه الأزمة، والمطلوب من فريق 14 شباط أن يخرج من حالة المناورة والتذاكي وتضييع الوقت والاقتناع بالشراكة وتحويل القناعة لو حصلت إلى أقوال وأفعال».
وبعد الحفل التأبيني نقل الجثمان على أكتاف رفاقه العسكريين إلى جبانة البلدة، وإثر الصلاة ووري في الثرى.