نيويورك ــ الأخبار
بينما كان مجلس الأمن الدولي يعقد جلسة خاصة من أجل إصدار بيان رئاسي يناشد فيه اللبنانيين التعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية، كان نوّاف سلام، مندوب لبنان الدائم في الأمم المتحدة يتحرك بشكل حثيث باذلاً كل جهده لإنقاذ الدعم الدولي الذي أدمنت الحكومة اللبنانية تعاطيه. الجميع دخلوا إلى قاعة المشاورات، سلام خرج إلى البهو حيث يحتكّ السفراء عادة بالصحافيين. وتحدث إلى مراسل «الأخبار» في الأمم المتحدة نزار عبود عن الأوضاع. وسأله مراسل «الأخبار» رأيه في ما إذا كان الحل بانتخابات مبكرة، فردّ السفير بأن النواب الحاليين «منتخبون شرعياً. فلماذا تُجرى انتخابات جديدة ما دام العالم قد أقر بأنها انتخابات نزيهة؟». ولما اندفع مراسل «الأخبار» ليرى أن الانتخابات الماضية لم تكن نزيهة بسبب القانون غير العادل ودفع رشى للناس وتعطيل المجلس الدستوري لعدم النظر في طعون أكيدة، رد السفير سلام بشيء من الانفعال «الكل دفع المال والرشى للعالم ليصوّتوا. ونبيه بري رئيس المجلس، أقفل البرلمان ومنع انتخاب المجلس الدستوري للنظر بالطعون، وإلّا لكان قد انتخب مجلس النواب أعضاء المجلس الدستوري». (يقول السفير سلام إن مراسل «الأخبار» أهانه شخصياً بقوله له «أموال النائب سعد الحريري بتغيّر بالعالم».
ولما اقترب النقاش من ملف المقاومة اعترض السفير على قول للمراسل، وقال ضارباً بيده على حذاء قدمه اليمنى، «إن هذا الحذاء عليه آثار مقاومة منذ زمن بعيد، وإن تاريخي الشخصي معروف في المقاومة عندما لم يكن هناك مقاومة إسلامية وحزب (...) ولا أحد يغبّر علينا».
وإذ قال له مراسل «الأخبار» إنه لا يجوز الحديث بهذه الطريقة، واصل السفير سلام هجومه على المعارضة «التي خرّبت البلد وتسعى إلى تدميره»، وواصل التحدث عن التاريخ البطولي والمقالات والكتب التي نشرها مكرراً: «ما حدا بيقدر يغبّر على صباطي. ولا يستطيع أحد أن يزايد عليّ في الوطنية والشرف والمقاومة».

رد سلام

ولم يمض وقت على انتشار خبر المساجلة بين السفير ومراسل «الأخبار» وانتشار صورها على الانترنت، حتى بعث سلام برسالة الى الزميل عبود ونسخة منها الى إدارة «الأخبار» وفيها «فوجئت برؤية لقطات مصوّرة من نقاش جرى بيني وبين مراسل «الأخبار» على موقع «يو تيوب» على الانترنت، وقد هالني الاجتزاء والتحريف. وإن هذه اللقطات تمثّل تشويهاً واستغلالاً لحديث خاص، وهذا مخالف لأبسط الأصول والأعراف المهنية. فتعمّد نشر لقطات من حديث خاص هو في حد ذاته انتهاك لهذه الأصول (...) والحقيقة في اللقطات التي تعرضونها هي أنني رداً على اتهامات شخصية سمحتم لنفسكم بكيلها لي، كرّرت لكم أنني لا أقبل المزايدة، ذلك أن لي آثار أقدام معروفة في جنوب لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي، مشيراً في معرض ذلك الى أسفل قدمي. وذكّرتكم أيضاً بأن دعواتي الإصلاحية ومواقفي الوطنية منشورة في كتب ومقالات عديدة وموثقّة بالممارسة، ولا أسعى الى شهادة فيها».
وقال السفير سلام: «لست أنا من يساوي المعارضة اللبنانية بحذاء أو قدم كما تزعمون، ولست بحاجة إلى تبرير ذلك أو إثباته أو حتى الرد على ما نسبتم إليّ من أقوال. ذلك أن قوى المعارضة تعرف، قبل غيرها، عمق تمسكي بمبادئ الديموقراطية وأصولها، وتالياً احترامي بل دفاعي عن دورها وعن ضرورة وجودها في الحياة السياسية لأي بلد يطمح إلى الديموقراطية».
روابط الإنترنت:
شريط يظهر بالصورة «الحوار المنفعل» لسلام مع مراسل «الأخبار». أمّا الصوت فلا يبدو أن هناك مصلحة لأحد ببثّه.
http://youtube.com/watch?v=hBLVZOW2xa0