وفاء عواد
فيما الحديث عن تأجيل جلسة انتخاب الرئيس لم يعد خبراً، عشية التأجيل الرقم 9، فإن المؤشرات لا تدلّ على إمكان الوصول الى مخرج ما قبل الأعياد، إلّا في حال حصول معجزة
فهل أصبح الانتخاب في ذمّة العام المقبل؟ سؤال وجّهته «الأخبار» إلى عدد من نواب الفريقين المتنازعَين: الموالاة تنتظر نتائج التحرّكات الدولية والإقليمية «الضاغطة»، ملوّحة بـ«خطة عمل» جديدة، لـ«تحديد المسؤوليات عن الفراغ الرئاسي ورفع عبئه عن فريق الأكثرية»، كما أشارت مصادرها، فيما المعارضة لا تزال تنتظر الاتفاق على «السلّة الكاملة»، بعناوينها الثلاثة: حكومة الوحدة الوطنية، التعيينات، وقانون الانتخابات، إضافة الى بعض التفاصيل كتركيبة المجلس الدستوري.
وكالعادة، تبدأ أحاديثهم بتحديد المسؤوليات: النائب إلياس عطا الله يحمّل المعارضة كل المسؤولية، و«إذا كان المطلوب إلغاء قرارات الحكومة، بما فيها المتعلّقة منها بالمحكمة، فليحكوا بصراحة». وفيما ينتظر النائب أنطوان زهرا ما ستسفر عنه مجريات اليوم الاثنين، و«بكّيرط على الآتي، يستنجد أحدهم بالتاريخ الذي «سيسجّل كل ما جرى وسيجري من تعطيل».
في المقابل، يدعو النائب علي عمّار الموالين لـ«الإقلاع عن الاستئثار والتفرّد وخداع المعارضة»، مشيراً الى أن عودة الحديث عن النصف+1 «دليل على أن ترشيحهم العماد سليمان لم يكن إلا مناورة».
أمّا النائب سليم عون، فيرى أن «المشاكل المطروحة لم تكن لسدّ فراغ في رئاسة الجمهورية، لأن الفراغ بدأ منذ تهميشهم لهذا الموقع»، و«دائماً لديهم الحجّة للهروب من الاعتراف بحقوقنا، التي نتمسّك بها كي لا نعود الى دوّامة الماضي»، مشدّداً على ضرورة «ملء كل الفراغ». ويؤكّد عون أن «المعارضة سلكت درب الانتصار»، و«سنشهد إنقلاباً في موازين القوى لمصلحتنا»، شارحاً: «داخلياً، موازين القوى ليست لمصلحتهم. أمّا خارجياً، فإن السلوك يتجه نحو التهدئة أكثر».
من جهته، يرى النائب أمين شرّي أن موضوعَي التعديل والانتخاب «رهن موافقة الموالين على السلّة المتكاملة»، وذلك «كي لا يأتي رئيس يكتفي بإدارة الأزمة فقط»، مختصراً مطلب المعارضة بعبارة واحدة: «المشاركة في القرار السياسي».
وفي خضمّ هذه الأجواء، يكشف عطا الله عن وجود اتجاه يقضي بأن تصدر الحكومة «توصية» ترفقها بمشروع قانون التعديل الذي «يدرسه ويصوّت عليه»، وإلّا فـ«إن التوصية ستترجم عملياً بإعلان الحكومة مباشرة عملها، انطلاقاً من صلاحياتها وصلاحيات رئيس الجمهورية التي انتقلت إليها. وبعد ذلك، تمارس دورها كسلطة، ومن الممكن أن تقوم بترميم النواقص في تركيبتها، وتتّخذ القرارات»، لافتاً الى إمكان توسيع تركيبتها لتصبح ثلاثينية، بـ«تعيين وزراء جدد، ممّا يعيد إليها الميثاقية المطلوبة».
وكما هي حاله دوماً، يصرّ النائب الحيادي بيار دكّاش على تنبيه المتخاصمين: «الرئيس الفرنسي هدّدنا، ودايفيد ولش حركش فينا»، و«يا ريت يكون الاهتمام بلبنان، مش بسّ بفريق»، مرفقاً بتوجيه النصائح: «الواسطة لا تكون بين الأهل»، و«يجب أن لا يكون لبنان مختبر المخاض العسير لولادة شرق أوسط جديد»، و«آن أوان الخروج نهائياً من الالتزامات الخارجية»، خاتماً بالقول من دون ملل: «التأجيل الجديد فرصة سانحة للحوار، وصولاً إلى الخاتمة السعيدة».