طرابلس ـ عبد الكافي الصمد
لحظة مغادرة رئيس الحكومة فؤاد السّنيورة للسرايا، سيظهر رأيان في تيار المستقبل، بحسب أوساط في التيار: الأول لا يرضى بغير وصول سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة، باعتبار ذلك «حقّاً طبيعياً، وعدم مجيئه قد يُضعف حظوظه لاحقاً، بعدما رفض «زواجاً مُكرهاً» مع الرئيس إميل لحود عقب انتخابات 2005». أمّا التيّار الثاني فإنّه لا يرى ضيراً في أن «يبتعد الحريري في هذه المرحلة عن الرئاسة الثالثة، نظراً لما تحمله الأيّام من صعوبات سياسية واقتصادية قد تسهم في حرق شعبية التيّار ورئيسه»، مقترحاً «تجنّب الكأس المرّة حالياً، على غرار ما حصل مع والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 1998، قبل أنْ يعود إلى الرئاسة الثالثة على صهوة انتصاره في الانتخابات النيابية عام 2000».
وفي هذا السياق، أكّد النّائب سمير الجسر أنّه «ما من اسم مطروح لرئاسة الحكومة غير الشيخ سعد»، موضحاً أنّ ظروف اليوم هي غير ظروف 1998 كي يعتكف ويبتعد كما فعل والده، لأنّ الرئيس الشهيد كان قد كُلّف حينها تشكيل الحكومة من الأكثرية النيابية التي أعطته ثقتها، لكنّه تلقى حينها «إشارات عدائية».
هذا الموقف يؤكّده أيضاً النّائب مصطفى علوش الذي أوضح أنّ عدم وصول الحريري إلى رئاسة الحكومة «لم يُبحث عملياً بعد داخل المستقبل، لأنّ الخيار الوحيد المطروح الآن عملياً هو أن يكون الحريري رئيساً لها، أمّا تسمية أيّ شخص آخر فهي خاضعة للاستشارات وللآلية الدستورية».
لكنّ علوش يُشدّد في المقابل على أنّه، إذا قرر الحريري عدم ترؤس الحكومة، فإن «عندنا نوّاباً وشخصيات سياسية قادرة على تسلّم هذا المنصب»، لافتاً إلى أنّ احتمال تسلّم شخصيات أخرى مثل الرئيس نجيب ميقاتي أو الوزير محمد الصفدي أو النائب بهيج طبارة رئاسة الحكومة «مطروح خارج نطاقنا نحن، لأنّ الأهم الآن انتخاب رئيس الجمهورية وإجراء الاستشارات النيابية المُلزمة».
وإذا كانت فكرة استقالة حكومة السنيورة قد رفضتها الأكثرية تماماً في السابق، فإنّ الجسر يشير إلى أنّ «استقالة حكومة السنيورة اليوم، وعندما يُقرّر هو ذلك بعد إجرائه مشاورات داخلية مع الأكثرية، أمر طبيعي، لأنّها ستجري وفق الآلية الدستورية، وضمن جوّ سياسي طبيعي غير ضاغط».
غير أنّ علوش يوضح ردّاً على سؤال أنّه «إذا لم يكن رئيس الحكومة المقبل من تيار المستقبل أو من قوى 14 آذار، وإن لم يحصل التغيير في هذا الاتجاه ضمن القاعدة الدستورية، فإنّ ذلك يعني انقلاباً على الدستور وقواعده، ذلك أنّ من الطبيعي أن يكون رئيس الحكومة من الأكثرية، لا العكس».
وعبّر علوش عن موقف جديد لتيار المستقبل عندما أشار إلى أن «أي تغيير يحصل لن تعامله الأكثرية بالطريقة نفسها التي اعتمدتها المعارضة، لأنّه لا يمكن أن نخرب البلد إذا كنّا خارج السلطة».