ليال حداد
الثانية عشرة ظهراً. تجمّع طلاب الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) أمام البوابة الرئيسية، حملوا الأعلام اللبنانية وشعار الجيش اللبناني، احتجاجاً على استمرار الدروس يوم تشييع اللواء فرنسوا الحاج الجمعة الماضي. ألقوا النشيد الوطني اللبناني ووقفوا دقيقة صمت لراحة نفس الشهيدين الحاج ومرافقه خير الله هدوان... وانتهى الاعتصام بعد خمس دقائق.
انتقل الطلاب إلى الباحة الخارجية لمبنى «وست هول» وتزاحموا للتوقيع على العريضة الاحتجاجية التي يُفترض أن يرفعها منظمو الاعتصام للإدارة «لتوضيح سبب عدم تعليق الدروس، كما أننا ننتظر اعتذاراً منها احتراماً للشهيد»، على حد تعبير الطالبة ناي عبيد. وتكمل حديثها: «تبلورت فكرة الاعتصام بعد صدور قرار وزير التربية بالإقفال العام في المدارس والجامعات وعدم التزام جامعتنا به، فدعونا كل الطلاب بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية للمشاركة اليوم (أمس) في الاعتصام، فالـAUB كانت تقفل أبوابها عند حدوث أي عملية اغتيال، لماذا لم تفعل هذه المرة؟». تقاطعها رفيقتها قائلةً: «ابنة الشهيد الحاج متخرجة من هذه الجامعة، هذا سبب إضافي للإقفال».
بدا الاستياء واضحاً على وجوه الطلاب من قرار الإدارة «غير المبرّر»، فيقول الطالب ميشال نصار: «الشهيد أنقذنا من عشرات المشاكل الأمنية في البلد، كيف لا نقفل الجامعة أثناء تشييعه؟ فهل هناك استنسابية في الشهداء؟». أما الطالبة سارا خليفة فأصرت على إظهار ميولها السياسية، مستعينة بتعابير المعارضة: «مع أن القرار صادر عن الحكومة غير الشرعية وغير الدستورية، إلا أنه كان على الجامعة الالتزام به، على باقي الشهداء تقفل الجامعة ثلاثة أيام، هل الحاج أقلّ قيمة منهم؟ في المرة المقبلة على الإدارة تفادي هذا الخطأ»، تصمت للحظة قبل أن تستدرك مبتسمة: «إنو إن شاء الله ما بكون في مرة تانية وما بقى يصير اغتيالات بس إنو...»
من جهة ثانية، أضاء طلاب 14 آذار في الجامعة بعد انتهاء الاعتصام، الشموع أمام صورة للحاج ولجبران تويني في باحة «وست هول».