البداوي ــ عبد الكافي الصمدعين الحلوة ــ خالد الغربي

توسّعت رقعة الإضراب العام المفتوح والشّامل الذي تنفّذه الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية في الشّمال، احتجاجاً على «تقصير وكالة الأونروا تجاه نكبة مخيّم نهر البارد ونازحيه»، وأنهى يومه السّابع بمشاركة معظم المخيّمات الفلسطينية على الأراضي اللبنانية، وسط مؤشّرات أوحت بأنّه لن يتوقف قبل تلبية المطالب التي رُفعت إلى الأونروا، التي ما تزال أبواب مكاتبها مغلقة في مخيّمي البدّاوي ونهر البارد.
وإذ اتّصف يوم أمس بتنفيذ فلسطينيي البدّاوي ونهر البارد اعتصاماً حاشداً أمام مكتب مدير خدمات الأونروا في مخيّم البدّاوي، إضافة إلى اعتصام مماثل نُفّذ داخل مخيّم نهر البارد، تميّز بحضور واسع للنّساء والأطفال، فإنّه ترافق مع غصّة عبّر عنها النّازحون لناحية عدم قدرتهم على الاحتفال بعيد الأضحى يوم غد، ومن قبله عيد الفطر، وفق ما اعتادوا عليه في السّنوات السّابقة.
وعلى الرّغم من أنّ الجيش اللبناني سمح لنّازحي مخيّم نهر البارد المقيمين فيه بزيارة قبور ذويهم، في المقبرة الجديدة الواقعة في الجزء الجديد منه على تخوم موقع «صامد»، وفق التقاليد المتّبعة في الأعياد، وفي خطوة نفّست القليل من الاحتقان، فإنّها لم تحجب تصاعد الاعتراضات على الأونروا، التي تفقّد مديرها العام في لبنان ريتشارد كوك مخيّم نهر البارد، أوّل من أمس، في زيارة بعيدة عن الإعلام.
غير أنّ هذه الزيارة لم تمرّ من غير أن تُواجَه باعتراضات عدّة، وخصوصاً لناحية مساكن الإيواء المؤقّت التي ظهرت فيها أخيراً تشقّقات وتصدّعات، بسبب انخساف الأرض الترابية التي بُنيت عليها بشكل سريع وغير مدروس، والتي أبرزت الأمطار الغزيرة التي هطلت أخيراً عيوبها بشكل واضح، ما دفع كوك للإشارة إلى أنّ هذه المساكن «تمّ بناؤها بشكل سريع، من أجل إيواء النّازحين المقيمين في المدارس الرسمية في طرابلس والبدّاوي، تجنّباً لوقوع فتنة لبنانية ـــــ فلسطينية»، واعداً بأن يكون «العمل أفضل في المرحلة المقبلة، وخصوصاً تلك المتعلقة ببناء 150 وحدة سكنية جديدة في الجزء الجديد من المخيّم».
وقالت أوساط فلسطينية لـ«الأخبار» إنّ «تجاوزات الأونروا والفساد المستشري فيها، وخصوصاً في قسم الهندسة، وإخلالها بالوعود الكثيرة التي أعطتها، لم يعد يمكن السّكوت عنها، وتدلّ على عدم جدّيتها في التعاطي مع ملفّ النّازحين ومخيّم نهر البارد بالجدّية المطلوبة»، لافتة إلى أنّه «إذا كان اتخاذ القرار في هذا المجال سياسياً بالدّرجة الأولى، إنْ كان بالنّسبة لها أو بالنّسبة للحكومة اللبنانية أو الدّول المانحة، فإنّ ذلك لا يُبرّر أبداً التقاعس عن تقديم الحدّ الأدنى من الخدمات للنّازحين والعائدين، وإهمال ملفّ المخيّم المنكوب وكأنّ شيئاً لم يحدث».
وكان أمين سرّ الفصائل وعضو اللجنة المركزية لـ«الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» أركان بدر، قد تحدث في اعتصام البدّاوي فشدّد على أنّ «التحرّكات الجماهيرية متواصلة، وأنّ الإضراب العام والمفتوح مستمر، ردّاً على تقصير الأونروا، وهي مرشحة للتصعيد إلى أن تستجيب الأونروا لمتطلبات الشعب الفلسطيني المنكوب في مخيّم نهر البارد، من خلال وضع خطّة طوارئ حقيقية، ترقى إلى مستوى الكارثة الاجتماعية والإنسانية التي حلّت بأبناء مخيّم نهر البارد».
ومن عين الحلوة إلى البارد تحية تضامن جاءت خلال الاعتصام الذي شارك فيه عدد من اللاجئين الفلسطينيين عند المدخل الفوقاني لمخيم عين الحلوة بدعوة من فصائل منظمة التحرير وتحالف القوى الفلسطينية واللجان الشعبية بعدما كان الاعتصام مقرراً من قبل الجبهة الشعبية القيادة العامة التي قبلت بدمج الاعتصام وجعله موحداً بناءً على رغبة «الإخوة في اللجان الشعبية وإيماناً من الجبهة بالعمل الجبهوي الموحد» على حد قول مسؤول الجبهة في منطقة صيدا أبو علي أحمد.
عدة الشغل على حالها، أعلام الفصائل وصور أبو عمار ولافتات تضمنت المطالبة بالإسراع في إعادة ترميم وإعمار البارد، واعتبار ذلك يساهم في حق العودة وبرفض التوطين والتهجير، و«عدم جواز بقاء التلامذة في مخيمي البارد والبداوي من دون مدارس». والشعار الحاضر في كل المناسبات «لا للتوطين، لا للتهجير، نعم لحق العودة وتقرير المصير».
بدورها، الكلمات التي أكدت على أن العودة إلى مخيم نهر البارد لن تكون بديلاً عن «حقنا بالعودة إلى ديارنا وممتلكاتنا في فلسطين وفقاً للقرار 194، لم تحمل جديداً مع تهديد بنبرة خافتة عن تصعيد تدريجي من أجل عودة أبناء البارد إليه، وتوسعت مروحة المناشدات والمطالبات لجهة بدء عملية إعمار المخيم وعودة أهله، وضمت المناشدات في المذكرة التي مهرت بتوقيع منظمة التحرير والقوى الفلسطينية والتحالف الفلسطيني قائمة شملت بان كي مون وعمرو موسى وقادة دول الاتحاد الأوروبي، إلى ريتشارد كوك وقادة القوى الفلسطينية، إلى «معالي» دولة الرئيس فؤاد السنيورة.