أصدرت محكمة الجنايات في بيروت، أمس، حكماً في قضية محاولة تفجير قطارات في ألمانيا يوم 31/7/2006، قضى بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة بالمتهم الموقوف في ألمانيا يوسف الحاج ديب (مواليد 1984)، وعقوبة الأشغال الشاقة 12 عاماً بالمتهم جهاد حمد (1985) الموقوف في لبنان، وبإعلان براءة خالد خير الدين الحاج ديب (1982) وأيمن عبد الله حوا (1985) وخليل أحمد البوبو (1982) لعدم كفاية الدليل. يذكر أن المتهم الأخير ملاحق أمام المحكمة العسكرية في قضية المجموعة المتهمة باستهداف مراكز للجيش اللبناني ورمي قنبلة على ثكنة هنري شهاب.وذكرت المحكمة في وقائع الحكم أن جهاد حمد سافر في 2/1/2006 للدراسة في ألمانيا، وأقام في مدينة كولن. وفي العام نفسه، تعرّف على يوسف الحاج ديب الذي يقيم ويتابع دراسته في مدينة كييل، بواسطة عنوان البريد الإلكتروني لهذا الأخير الذي أخذه معه من لبنان. وبناءً على دعوة يوسف، أقام جهاد عند هذا الأخير أسبوعاً، أقنعه خلالها بوجوب الانتقام من الألمان، إثر نشر صحيفتين ألمانيتين رسوماً كاريكاتورية عن النبي محمد نقلاً عن الصحف الدنماركية، وذلك عن طريق وضع متفجرتين في قطارين هناك. وعبر أحد مواقع الإنترنت، تعلّما كيفية تحويل قارورتي غاز إلى متفجرتين، ثم باشرا تنفيذ مشروعهما في أواخر حزيران، عندما انتقل يوسف للإقامة عند جهاد في مدينة كولن. وبعد الانتهاء من التحضير، راقبا محطة القطارات الرئيسية ودرسا مواعيد الرحلات، بحيث عمد يوسف إلى توقيت ساعة التفجير عند الساعة 2:35 يوم 31/7/2006، ليتسنى لهما مغادرة ألمانيا إلى اسطنبول عند الساعة 2:55، ومنها إلى سوريا فلبنان، بعدما كانا قد حجزا مسبقاً تذاكر السفر للمغادرة.
وفي التاريخ المذكور، وضع جهاد حقيبة تحوي القارورة المفخخة في القطار المتوجه إلى «هام»، في حين وضع يوسف حقيبة مماثلة في القطار المتوجه إلى «كوبلانز»، وذلك بهدف قتل عدد كبير من المدنيين الألمان، بعدما وضعا مواد حارقة وملتهبة داخل كل من الحقيبتين، إلا أن ظروفاً خارجية حالت دون إتمام مشروعهما الجرمي بعد فشل عملية التفجير.
أما «إنكار جهاد حمد أمام المحكمة لاعترافاته الأولية والاستنطاقية والقول بأن العملية كانت وهمية، وكان القصد منها توجيه رسالة إلى الرأي العام الألماني والأوروبي احتجاجاً على نشر الصور المسيئة إلى النبي، وأن الحقيبتين كانتا غير معدتين للتفجير»، فقد رأت المحكمة أنه «لا يزعزع القناعة الراسخة لديها بقيامهما بالجرم»، والمستمدة من عدة وقائع وأدلة أبرزها «إقرار جهاد بعدم معرفته سبب عدم انفجار القارورتين»، ولأنه «لم يثبت من أقواله في أية مرحلة من مراحل التحقيق والمحاكمة أنه بدّل موضع الأسلاك في الصاعق ليمنع الانفجار بغفلة من يوسف الحاج ديب».
كما رأت المحكمة أن الوقائع تثبت «أن النية الجرمية ولدت لدى جهاد بعد إقامته في مدينة كييل عند يوسف الحاج ديب الذي أقنعه بالانتقام لنشر الصور الكاريكاتورية». وبالتالي لم يثبت لها علم المتهمين الآخرين بمشروع جهاد ويوسف الجرمي.
(الأخبار)