149; بري يدعوه للضغط على من يطيعه لتحمّل مسؤولياته وعون يوافق الحريري بشرط
ظهر مساعد وزيرة الخارجية الأميركية فجأة في قريطم ليتهم المعارضة بتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، مركزاً حملته على رئيس المجلس النيابي الذي ردّ بدعوته للضغط على من يستمع إليه ويطيعه

بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على صدور بيان اجتماع باريس الذي، دعا إلى إجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان من دون تأخير. وصل إلى بيروت أمس، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية دايفيد ولش، يرافقه رئيس قسم الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي إليوت أبرامز في زيارة غير معلن عنها سابقاً، وزار على الفور رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري بحضور القائم بالأعمال الأميركي في لبنان بيل غرانت.
وبعد اللقاء، أوضح ولش أنه حضر وأبرامز إلى لبنان بطلب من الرئيس جورج بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. ولفت إلى خيبة المجتمعين في باريس من عدم إنهاء الأزمة الرئاسية، داعياً رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى القيام «بواجبه وأن يسمح للبرلمان بالانعقاد والتصويت». كما اعتبر أن على «البرلمانيين أن يقوموا بواجبهم بانتخاب رئيس جديد من دون أي شروط أو أي تأجيل». ورأى «أن البرلمان فشل مرة جديدة في الانعقاد»، متهماً المعارضة بالتعطيل.
وانتقل ولش وأبرامز إلى السرايا الحكومية، حيث التقيا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. وأكد ولش بعد اللقاء، رداً على سؤال، أن واشنطن لا تدرس خطوات بحق سوريا، لكنه أشار إلى أن لديها «مسؤولية مهمة في هذا الوضع لتسريع التقدم السياسي هنا، ولا يبدو أنها تقوم بذلك»، معتبراً أنه سيكون لهذا الأمر عواقب. ورأى «أن الفرصة ما زالت موجودة ويمكن أن تحصل انتخابات يوم السبت المقبل».
من جهته، رد المكتب الإعلامي للرئيس بري على ولش، مؤكداً أن الأول «تحمّل مسؤولياته كاملة منذ اليوم الأول لإمكان انتخاب رئيس جديد للجمهورية، أي في الخامس والعشرين من أيلول الماضي، ودعواته إلى انتخاب رئيس للجمهورية هي دعوات متواصلة، وبالتالي فرئيس المجلس يعرف مسؤولياته جيداً، آملاً أن يكون غيره كذلك، فليضغط على من يستمع إليه ويطيعه كي يتحمل مسؤولياته».

«لا دخول في حل وهمي»

وترافقت زيارة ولش مع تصعيد للرئيس السنيورة، الذي رأى «أن المصيبة النازلة على لبنان الآن، هي نتيجة تقاطع في المصالح والرؤى بين قوى خارجية، وأخرى داخلية، يلتقي على تدمير النموذج اللبناني».
وسأل خلال رعايته في السرايا، حفل توقيع كتاب «الطريق إلى الاستقلال... خمس سنوات مع رفيق الحريري» للزميل جورج بكاسيني «أين هي القضايا التي بدأ الخلاف عليها، وانعقد الحوار الوطني من أجلها؟ لقد بتنا لا نسمع شيئاً إلا عن الحصص والتقاسم، وفي الذهن كيفية التعطيل». وقال: «نعم نريد التسوية، لكننا لا نريد الغلبة ولا السيطرة ولا الاستئثار، نريد المشاركة الحقة، لكن لن نقبل بالخضوع لمنطق الإرهاب والترهيب والاستسلام أمام وهج السلاح، وإرهاب الاغتيالات».
ولفت إلى أن «الاستعداد موجود وبارز، وهو يعني التنازل عن بعض ميزات الأكثرية الناجمة عن الانتخاب الحر مُقابل أن يرضى الطرف الآخر بالتراجع عن شروط التعطيل، على أن نستفيد من تركيبتنا في المشاركة لنعطي الرئيس الحكَم قوة وازنة بين الطرفين، تحت سقف الدستور» مؤكداً أنه «لا دخول في أي حل وهمي يدمر الدولة ويخالف الدستور، ويشل رئاسة الجمهورية ويعطل مجلس الوزراء، ويبقي مجلس النواب رهن التعطيل أو الاستغلال».
واتصل السنيورة بالرئيس بري مهنئاً بعيد الأضحى، كما أجرى اتصالات لهذه الغاية بعدد من الملوك والرؤساء العرب.
في غضون ذلك، استمر وصول الموفدين الدوليين إلى لبنان. وفي هذا الإطار وصل إلى بيروت وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط كيم هاولز والمبعوث الصيني سان بيغان. وفيما التقى الأول الرئيس السنيورة والنائب الحريري وقائد الجيش العماد ميشال سليمان، أجرى بيغان محادثات مع النائب الحريري».
من جهته، أكد الحريري في بيان لمناسبة عيد الأضحى أنه «سيكون لنا رئيس للجمهورية يملأ سدة الرئاسة ويعيد الكرامة إلى جمهورية لن يتمكن الأشرار من كسر كرامتها». واعتذر عن عدم تقبل التهاني لمناسبة الأعياد.
وتلقى الحريري اتصالاً من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، بحثا خلاله في الاستحقاق الرئاسي.

جمود الحركة الداخلية

وفي مقابل هذا التحرك الدولي، ساد الجمود الاتصالات الداخلية. ولم تطرق الموالاة بعد أبواب الرابية للتفاوض مع رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون حول بنود ورقته «المستورة»، فيما أعلن الأخير تأييده إعلان النائب الحريري أنه يريد أن يكون للرئيس الصوت الوازن في مجلس الوزراء. وأكد عون في مقابلة مع فضائية «الجزيرة» أنه يقبل شخصياً بهذا التغيير، شرط وضعه في الدستور»، متعهداً السعي إلى إقناع المعارضة بذلك.