تكثّفت تحقيقات القوى الأمنية والجيش في جريمة اغتيال مدير العمليات في الجيش اللواء فرنسوا الحاج الأسبوع الماضي. وقامت لجنة التحقيق الدولية بمسح شامل لأماكن محددة في صيدا بحثاً عن أدلّة جنائية، كما أوقفت قوى الأمن مشتبهاً فيهم في البقاع.
استقصاء في صيدا

ولفت أول من أمس اتخاذ وحدات من الجيش اللبناني إجراءات أمنية مشددة في منطقة عبرا ـــــ صيدا في مكان يُعتقد أنه جرى فيه بيع سيارة بي .ام .دبليو التي استُخدمت في عملية اغتيال اللواء فرنسوا الحاج، وتبيّن أن هذا الاستنفار كان لتوفير حماية لمحققين وأمنيين حضروا للمعاينة الميدانية للمكان.
ووفقاً لمصادر أمنية وشهود من سكان المحلّة، فإنه قرابة الرابعة والنصف من عصر الخميس، اتخذت وحدات من الجيش اللبناني والشرطة العسكرية تدابير أمنية مشددة في محيط مدرسة راهبات عبرا والجهة المقابلة لها على طريق عام عبرا ـــــ مجدليون، وحضرت إلى المكان أربع سيارات جيب شيروكي سوداء اللون بمواكبة أمنية، حيث شوهد ضباط أمنيون ومحققون، من بينهم أجانب، يترجّلون من الموكب، كما شوهد بعض الأشخاص الذين يحملون آلات تصوير وحقائب سوداء. وتبيّن لاحقاً، وفقاً للمصادر الأمنية، أن التدابير التي اتخذت في تلك المنطقة كانت لمواكبة هذا الوفد الأمني ومؤازرته، وأنه ضم محققين دوليين من لجنة التحقيق الدولية ومحققين من القضاء العسكري اللبناني وضباطاً من الجيش. وقام الوفد بمسح شامل للمنطقة المذكورة، واستغرقت المدة التي قضاها المحققون أكثر من ساعة، وتضمنت التقاط صور فوتوغرافية للمكان، ورفع بعض البصمات بواسطة تقنيات حديثة، وأخذ إفادات بعض سكان المحلة، والتأكد من بعض الكاميرات العائدة لمؤسسات واقعة في محيط المكان لمعرفة ما إذا كانت قد التقطت أية صور تفيد التحقيق، علماً بأنه بعد يوم على جريمة اغتيال اللواء الحاج تمكّنت القوى الأمنية من الحصول على صور لشخصين مشتبه فيهما كانا يهمّان بركوب سيارة الـBMW من إحدى كاميرات التصوير المثبتة على مدخل مؤسسة تجارية مواجهة للمكان، وأن هذه الصور التقطت قبل أقل من ثمان وأربعين ساعة من وقوع الجريمة.

توقيف مشتبه فيهم في البقاع

تمكنت قوى الأمن الداخلي، بمؤازرة وحدات من الجيش اللبناني المنتشرة في البقاع، من توقيف 6 أشخاص في أماكن عدة في منطقة البقاع للاشتباه بضلوعهم في عملية اغتيال اللواء الركن فرنسوا الحاج بتاريخ 12 /12/2007 في منطقة بعبدا. وعلمت «الأخبار» من مصادر أمنية أنه بنتيجة التحريات والاستقصاءات، وبعد معرفة نوع السيارة التي استخدمت في عملية التفجير ومصدر بيعها، واستناداً إلى التحقيقات التي أُجريت مع مالكيها الأساسيين، وبنتيجة تشخيص أوصاف الأشخاص الذين اشتروها من جانب الفنيين في قوى الأمن الداخلي، وبعد الشكّ في إمكان وجودهم في مناطق محدّدة في الجنوب والبقاع، قامت عناصر من قوى الأمن، بالتنسيق مع الجيش اللبناني، بمداهمة منزل المدعو (م.ح.ع.) في بلدة لالا (البقاع الغربي) الذي حاول الفرار عبر الجبال، وبعد عملية مطاردة تمكنت قوى الأمن من إلقاء القبض عليه، كما أوقفت في بلدة جب جنين ـــــ البقاع الغربي ـــــ (ر. ش.) من التابعية السورية. ونقلت مصادر أمنية إلى مراسل «الأخبار» في البقاع أنه بالتحقيق معهما «اعترفا بانتمائهما إلى تنظيم «جند الشام». وعلى مدى ثلاثة أيام، وبعد تنفيذ عدة عمليات مداهمة في بلدات ـــــ مجدل عنجر ـــــ تعلبايا ـــــ كسارة (قضاء زحلة) وعرسال (قضاء بعلبك)، جرى توقيف 4 أشخاص من المعترف عليهم، وتبيّن أنهم يحملون بطاقات وبيانات قيد إفرادية مزوّرة والتحقيقات جارية معهم لمعرفة هوية حوالى 30 شخصاً ممن اشتركوا في العملية ومكان وجودهم والعمل على توقيفهم بناءً على توجيهات النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا. وبناءً على اعترافات الموقوفين، جرت مداهمة مغارة قرب قناة الري في بلدة لالا، عُثر بداخلها على أربعة أوعية تحتوي على مواد متفجرة ـــــ صواعق وأجهزة تفجير ـــــ 15 بندقية من نوع كلاشينكوف ـــــ أربع بنادق من نوع إم.16 ـــــ قناصة واحدة ـــــ رشاش ماغ ـــــ 20 قنبلة يدوية ـــــ 6 مسدسات ـــــ 800 طلقة نارية من مختلف الأعيرة وأنواع عديدة من الأسلحة.
(الأخبار)