أثمر اللقاء الثاني الذي عقده عمداء كلّيات الهندسة في الجامعات اللبنانيّة في حرم الجامعة الأنطونية ـــــ بعبدا جملة مطالب أكاديميّة، ركّزت في غالبيتها على البحث العلمي. وقد أجمع العمداء على ضرورة التعاون المشترك في ما بينهم وإنشاء الشبكة الجامعية للأبحاث العلمية وإدراج لائحةٍ بمحاور الأبحاث في كليات الهندسة وإقرار خطّة عمل مشتركة من أجل تمويلها والاستفادة الجماعية من المشاريع العالمية، مثل تامبوس وسواها، وإنشاء بوّابة على الإنترنت تربط كليات الهندسة وصفحات الأبحاث العلمية في كل جامعة من جامعات لبنان، إضافة إلى العمل مع نقابة المهندسين من أجل تحضير مؤتمرٍ علمي لكلّيات الهندسة الربيع المقبل.واستعاد رئيس الجامعة الأنطونية الأب أنطوان راجح تفاصيل اجتماع المسؤولين عن الجامعات الكاثوليكية في العالم الذي عُقد في البرتغال، والذي نال البحث العلمي الحيّز الأكبر من اهتماماته، مؤكّداً ضرورة تبنّي البحث العلمي في كل المجالات. ولفت راجح «إلى أنّه يُفترض بنا نحن الأكاديميين إيلاء أهمّية للبحث العلمي بالقدر الذي نولي فيه الأهمّية لمواءمة الاختصاص لسوق العمل، وإلا انغرست الجامعات في ما يشبه التعليم الثانوي المتقدّم بعض الشيء، لا أكثر».
كذلك توقّف الأب راجح عند واقع الأبحاث، مشيراً «إلى أنّ المصاعب المالية في كل العالم تقف عائقاً أمام تحقيق الأبحاث العلمية الفعلية، كما أن جمع التعليم والبحث في شخص الأستاذ الجامعي لم ينجح إلا نادراً». وأكّد، من جهةٍ أخرى، «تصميمنا كجامعاتٍ وطنيّة على تفريغ المزيد من الأساتذة وتأمين معيشتهم اللائقة من أجل الحفاظ على سمة الجامعة الأساسية، وهي النقد لإنتاج البديل».
وقد تخلّل اللقاء، بحث في آليات الاعتماد العلمي ومشاريع الاعتماد الحالية من أجل توحيد المعايير، ومن ثمّ عرض البروفيسور ميشال كوشار لحيثيات شهادة المعلوماتية والإنترنت من أجل تأمين الكفايات الرقميّة المطلوبة من كل مهندس، التي تباشر تجربتها الأولى في مدارس فرنسا الهندسية ولبنان الشهر المقبل حيث يصار إلى تعميمها مطلع العام الدراسي 2009ـــــ2010.
(وطنية)