باريس ـ بسّام الطيارة
عادت الدبلوماسية الفرنسية تنشط علناً بعد فترة نشاط وراء الكواليس. ويقول مصدر مطّلع على الملف اللبناني إن المرحلة التي أعقبت التوافق على اسم العماد ميشال سليمان تطلبت الاختفاء وراء الأضواء في محاولة لحل العقد، ويضيف: «أما الآن فإن المرحلة هي للنشاط العلني بغية وضع الجميع أمام مسؤولياتهم».
وبدأ الحديث في الأوساط الفرنسية عن تحضيرات لمؤتمر يسمّى «ميني سان كلو» يجمع في باريس عدداً محدوداً من أطراف الصف الأول. وتتفق مصادر متعددة على أن فكرة جمع الحريري وعون هي من وحي الإليزيه وأن الكي دورسيه كان وراء توسيع اللقاء ليشمل بري وجنبلاط بسبب تنّبهها للمشكلات التي يمكن أن تنبثق من دعوة القطبين الماروني والسني، ويمكن أن يكون لها انعكاسات في محيط الأكثرية بسبب حصر التمثيل المسيحي بعون. وعندما تم توسيع حلقة الدعوة، بإضافة اسم بري وجنبلاط لإيجاد توازن طائفي، نبّهت جهات مقرّبة من الخارجية الفرنسية إلى أن هذا التوسيع يزيد من درجة استفزاز مسيحيي الأكثرية، إذ يقرأه هؤلاء أن المسيحيّين ممثّلون بعون في إطار المربع الطائفي.
ويستطرد المصدر أن هذا الإرباك الذي يصفه بـ«الطائفي السياسي» هو الذي أخّر توجيه الدعوات، إضافة إلى معلومات مصادر مقرّبة من تيار المستقبل تفيد بتردّد زعيمه في الحضور. ويفسر «خبير» فرنسي أنه من أسباب الخلاف الذي نشب قبل أسابيع بين الأكثرية والدبلوماسية الفرنسية «تجاهلها لموازين القوى في ما يتعلق بمسيحيي الأكثريّة».
ورغم هذا التلكؤ في تحديد الدعوة وأسماء المدعوين، فالعمل جارٍ لاحتمال قدوم وفد تفاوضي لبناني إلى باريس يوم الأربعاء مع احتمال كبير أن يلتقي الرئيس ساركوزي.