البقاع الغربي ـ فيصل طعمة
أهدت دلال غزال كتابها الشعري الأول، «خواطر إلى سارة»، إلى ابنة صديقتها الحميمة «سارة»، التي صدمتها السيارة وأودت بحياتها

«أثار مشهد وفاة سارة الكثير من المشاعر في أعماقي، وخصصتُ لها بعض القصائد»، تقول دلال غزال (24 عاماً) التي أصدرت أخيراً كتابها «خواطر إلى سارة» تحية إلى ابنة صديقتها الحميمة سارة، بعدما صدمتها السيارة في عمر الأربع سنوات. «خواطر إلى سارة» ثمرة جهد فردي مصحوب بدعم متواضع من الأهل وبعض الأصدقاء. ويتضمن الكتاب خمسين قصيدة تنقسم بين غزل، واجتماع، وسياسة، وتربية، مأخوذة من الواقع المعيش.
وتشير دلال إلى «أن الكتاب تجربتها الشعرية الأولى التي توّجت موهبتها التي بدأت مع كتابة الشعر، حين كانت في
سن الخامسة عشرة».
تتأثر ابنة بر الياس البقاعية بالقضايا من حولها من دون أن يكون لها صلة مباشرة بها، فتترجم ذلك بالكتابة. فالحصان يمثل بالنسبة إليها الكثير من المعاني. وتوضح أنها تأثرت كثيراً بشخصية جبران خليل جبران، والكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، وكان أول ما انتهلته، من ينابيعهما الفكرية. وحين عزمت على طباعة الكتاب، لم تتصل بأي من دور النشر، لأنها لا تعرف إلى أين تتجه. «كنت أخشى أن أقع ضحية بعض دور النشر، فتأخرت في الإصدار ما يزيد على السنتين، لحرصي على أن يكون الكتاب على قدر الآمال وينال إعجاب القرّاء، وأن لا يكون غلافه سبباً لإضعاف مضمونه».
تعمل دلال اليوم على كتاب يتضمن العديد من القصائد المقفّاة، والقصائد التي تصلح للغناء، التي تحبّذها كثيراً، لكونها تجيد العزف على «الغيتار» جيداً. «أنا لا أعتمد على الخيال بل على الصورة الواقعية، والأشخاص وتصرفاتهم. فالبيئة المحيطة مشبعة بالأحداث والقضايا التي يمكن الكتابة عنها شعراً ونثراً، بأسلوب جميل وبسيط. ويمكن لكتابي الجديد أن يصبح جاهزاً خلال شهرين، إذا وفّقني الله بدار نشر يتبنّى عملي، ويكون جيداً».
منذ نعومة أظافرها، ودلال تمسك قلماً وورقة، تنص عليها ما يخطر ببالها من أفكار وصور، تستلهمها من واقع تعيش فيه، وأحداث تمر أمامها كشريط تغذي به ذاكرة يمكن إعادة مخزونها، كلما جالست وحدتها، وبيدها «غيتارها» تدندن عليه ما يخطر ببالها من كلام وأنغام، إلى أن نمت لديها هذه الموهبة شيئاً فشيئاً. فهل كان هناك صدى واقعي يلتمس منه الإنسان، أي إنسان، مشاعر وأحاسيس، وغذاء فكرياً؟
دلال الحائزة شهادة الامتياز الفني في العلوم المصرفية لم تعمل في مجال اختصاصها، بل آثرت أن تنمّي موهبتها، «التي منّ الله بها عليها، والتي تحتاج إلى رعاية. فالموهبة كفرصة العمر، تأتي الإنسان مرة واحدة، في حياة واحدة، لا يمكن له أن يعيدها، كي ينمّيها»، على حد قولها. تجدها دائماً تتأمل في الواقع الذي تعيش، وحين تحدثك، تجد نفسك أمام صور تنساب أمام عينيك، مجسدة الكثير من القضايا المؤلمة التي يعيشها مجتمعنا. ورغم الإمكانات الضعيفة، استطاعت أن تقول دلال عن عملها الأول: «أخيراً أنهيت حلم حياتي، وقد أصبح لي كتاب خاص، ولا تدري كم قاسيت من أجل إتمام عملي هذا. فالإمكانات محدودة والحلم كبير، لكن العزيمة كانت موجودة، إلى جانب دعم الأهل والأصدقاء».