عفيف دياب
يتحدّث نائب أكثري عن مخطّط سوري ـــــ إيراني يهدف إلى تحويل لبنان إلى ساحة مواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية من خلال حزب اللّه، الذي «ينفّذ ما يطلب منه على أكمل وجه».
ويقول النائب المقرّب من قائد أكثري إنّ «حزب الله لم يعد قادراً على بلورة موقفه، ولم يعد يتمتّع باستقلالية اتخاذ موقف ما في الشأن السياسي المحلّي كالذي كان نسبياً قبل حرب تموز صيف عام 2006، إذ تحول إلى أداة تنفيذية لقرارات غرفة عمليات سورية ـــــ إيرانية مشتركة تكتب السيناريو الذي على الحزب تنفيذه طواعية، والرئيس نبيه بري مكرهاً»!
ويوضح هذا النائب أن نقل ملف التفاوض بين المعارضة والموالاة من الرئيس نبيه بري إلى العماد ميشال عون «جاء بناءً على قرار سوري أُبلغ إلى الرئيس بري عبر موفد مقرّب من حزب الله، إثر ورود معلومات للحزب عن اتفاق بري مع الأكثرية على انتخاب المرشح النائب روبير غانم لرئاسة الجمهورية، ما أثار حفيظة الحزب الذي أبلغ بري بأن الاتفاق لن يمر من دون موافقة سوريا». ويضيف النائب الأكثري أن حزب الله، وبعد اتصال مع القيادة السورية، «أبلغ الرئيس بري بوجوب الإعلان عن تكليف العماد عون التفاوض باسم المعارضة وتنظيم حملة ضد النائب سعد الحريري من خلال بيانات تصدر باسم مجموعة من نواب كتلة التحرير والتنمية، والإيحاء بأن النائب الحريري انقلب على التفاهمات التي جرت معه».
ويتابع: «للأسف، أصبح برّي أسيراً لدى حزب الله الذي ينفّذ أجندة سورية ـــــ إيرانية قد تطيح أي اتّفاق على انتخاب رئيس للجمهورية»، جازماً بالقول إن العماد ميشال عون «لن يستطيع السير بأي اتفاق مع الموالاة حتى لو حاوره النائب الحريري أو النائب وليد جنبلاط».
ويتحدث النائب الأكثري بإسهاب عن المشروع السوري ـــــ الإيراني وتحويل لبنان إلى ساحة مواجهة مع أميركا. ويقول إنه سمع شخصياً من أحد قادة حزب الله عن هذا المشروع، وقد «أبلغني هذا الصديق في حزب الله بأن المواجهة الحقيقية مع أميركا ستكون على أرض لبنان، وبالتالي فإنّ كلّ الشعارات المرفوعة ولائحة المطالب عناوين تحجب الهدف الحقيقي الذي يعمل حزب الله على تنفيذه خدمة لمصالح إقليمية لا يستفيد منها لبنان سوى بمزيد من الانقسام السياسي والاجتماعي. فأنا لا أفهم كيف يكون حزب الله ضد الفتنة السنّية ـــــ الشيعيّة وهو الأكثر توجّهاً نحوها. الطائفة السنّية تلتفّ بأغلبيتها حول الحكومة، فكيف يصرّ الحزب على مواجهتها أو اتهام النائب الحريري بالخيانة والعمالة؟ فليقل لنا كيف لا يريد الفتنة السنّية ـــــ الشيعية؟».
وأضاف: «التفّ السنّة حول الحكومة التي تلقّت دعماً من البحر السنّي العربي، وفشلت الموالاة في إسقاط الرئيس السابق إميل لحود لأن البطريرك الماروني رفض ذلك، فهل تستطيع الموالاة إسقاط الرئيس نبيه بري إذا كانت الطائفة الشيعية تحتضنه؟ وهذا ما يشير إلى أن حزب الله تحوّل إلى أداة تنفيذية لقرار خارجي لا يقوى على رفضه. فالحزب يعلم أنه بهجومه المستمر على الحكومة المحتضنة من السنّة وعلى تيار المستقبل منذ ما بعد عدوان تموز، خسر الحاضنة السنّية التي كانت تمثّل حماية خلفية للمقاومة وسلاحها. وأنا لا أعلم كيف ينزلق حزب مقاوم يومياً نحو المزيد من الخسائر من أجل مصالح دولة إقليمية لم تكن يوماً نموذجاً يحتذى في مواجهة ومقاومة إسرائيل».
ويدعو النائب الأكثري حزب الله إلى إعادة قراءة ما جنته سياسته في «معاداة السنّة»، ويقول: «هل سأل حزب الله نفسه مرة واحدة لماذا أصبح الشارع السنّي بأغلبيته ضدّنا؟ إن الاستمرار في سياسة التخوين أصبحت مكشوفة، فلا أحد من الأكثرية يريد أن تأتي أميركا إلى هنا وتقوم بضرب الحزب ونزع سلاحه، وعلى الحزب أن يعرف أن اللبنانيين هم الذين يؤمّنون له الحماية من أي اعتداء. فسوريا لن تحرّك طائراتها لحماية المقاومة، والتجارب الماضية علّمتنا الكثير، ورأينا كيف أن النظام السوري مستعد لبيع كل شيء من أجل مصالحه، وحزب الله يعرف ذلك جيّداً، وعليه أن يُجري نقداً ذاتياً لسياسته الداخلية».